أول يوم للبشر على هذه الأرض كان هناك خليفة منصب، وهو آدم (عليه السلام)
وداود الذي جاء بعد آدم بسنين طويلة أيضاً ذكر في القرآن أنه خليفة الله، بل الحقيقة لا أعتقد أن مؤمناً بالأنبياء (عليهم السلام) يعترض على كونهم خلفاء الله في أرضه كآدم (عليه السلام)، والمهدي الذي يقع في الختام أيضاً خليفة الله في أرضه.

إذن لو تصورنا دين الله كتاباً: وفتحنا أول صفحة فيه فوجدنا مكتوباً فيها آدم خليفة الله، وفتحنا صفحة في وسطه ووجدنا داود خليفة الله، وفتحنا صفحة في آخره فوجدنا المهدي خليفة الله،
ماذا يمكن أن نفهم من هذا الكتاب الذي أوله ووسطه وآخره خليفة الله؟ وعن ماذا يتكلم هذا الكتاب؟ أليس من الواضح أن الكتاب كله عن خليفة الله؟
أليس من الواضح الآن أن تنصيب خليفة الله سنة إلهية مستمرة في هذه الأرض؟
وسنة الله لا تتبدل ولا تتغير، ولا يمكن أن يخلو زمان من خليفة الله في أرضه، أليس من الواضح تماماً الآن لمن يطلب الحق أن دين الله هو خليفة الله ؟
كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) :
«إن الدين وأصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو اليقين وهو الإيمان وهو إمام أمته وأهل زمانه فمن عرفه عرف الله ومن انكره انكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه ولا يعرف الله ودينه وشرايعه بغير ذلك الإمام كذلك جرى بان معرفة الرجال دين الله والمعرفة على وجهه معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله» بصائر الدرجات ص549

وقد روى السنة في صحيح مسلم، قال رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) :
«من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» صحيح مسلم ج6 ص22.
وواضح أنّ البيعة إنما تكون لإمام وخليفة، فيكون معنى الحديث؛ من لم يبايع خليفة أو إماماً مات ميتة جاهلية.