نظراً لتحقق معظم العلامات التي ذكرها النبي (ص) والأئمة (ع)، ولم يبقَ منها إلاّ العلامات القريبة جدّاً من سنة ظهوره وقيامه أو العلامات الدالة عليه بعد ظهوره (ع).
ومراعاة للاختصار؛ ولأنّه لا توجد فائدة كبيرة من ذكر العلامات التي تحققت، فسأقتصر على العلامات القريبة من ظهوره المبارك (ع) :

ومنها: أن تمنع السماء قطرها، وحرّ شديد، واختلاف الشيعة، فعن الإمام الحسن بن علي(ع): (لا يكون هذا الأمر الذي تنتظرون حتى يبرأ بعضكم من بعض، ويلعن بعضكم بعضاً، و يتفل بعضكم في وجه بعض، وحتى يشهد بعضكم بالكفر على بعض. قلت: ما في ذلك خير، قال: الخير كله في ذلك، يقوم قائمنا فيرفع ذلك كلّه) غيبة النعماني: ص213.

ومنها: موت كثير من الفقهاء، وانتشار الفساد بشكل علني والتجاهر بالمعاصي، كالزنا وشرب الخمور وسماع الأغاني، وغلبت وسائل الفساد كالتلفزيون في الوقت الحاضر. والاستخفاف بالمساجد وبحرمتها، فبدل أن تبقى وسيلة للانقطاع إلى الله ببساطتها وخلوها من المظاهر الدنيوية يحوّلها الناس إلى قاعات مليئة بالزخرفة والألوان والمظاهر التي تشد الداخل فيها إلى الدنيا، وهكذا تعطّل، ويجعلونها مكان للأكل في بعض المناسبات كالمحرّم ورمضان.

ومنها: انتشار وسائل التجميل كالملابس الجميلة المظهر، ولكنها تغلف أناساً قلوبهم قلوب الشياطين.

ومنها: الاستخفاف بحرمة العلماء العاملين المجاهدين، وربما الاستهزاء بهم واتهامهم باتهامات باطلة. ويكثر سفك دمائهم؛ وذلك لأنّهم يتبعون سيرة أئمتهم (ع) في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيلاقون من الطواغيت المتسلطين على الأمة اليوم ما لاقاه الأئمة (ع) من طواغيت بني أمية وبني العباس لعنهم الله.
عن أمير المؤمنين (ع)، فقال (ع): (إذا وقع الموت في الفقهاء، وضيعت أمة محمد المصطفى (ص) الصلاة واتبعت الشهوات، وقلت الأمانات، وكثرت الخيانات، وشربوا القهوات [أي الخمور]، وأشعروا شتم الآباء والأمهات، ورفعوا الصلاة من المساجد بالخصومات وجعلوها مجالس للطعامات، وأكثروا من السيئات وقللوا من الحسنات، وعوصرت السماوات [أي قل المطر]، فحين إذن تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم كالساعة. ويكون المطر قيظاً، والولد غيضاً. ويكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة، وضمائر ردية. من رآهم أعجبوه، ومن عاملهم ظلموه. وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين … ويعار على العلماء ويكثر ما بينهم سفك الدماء … وتحج الناس ثلاث وجوه: الأغنياء للنزهة، والأوساط للتجارة، والفقراء للمسألة)إلزام الناصب: ج2 ص161.

ومنها: منع أهل العراق من الحج، فلا يذهب منهم إلى الحج إلاّ عدد قليل ، وحالهم ما تقدّم في الحديث، فعن الإمام الصادق (ع) – وعنده جماعة من أهل الكوفة فأقبل عليهم وقال لهم – : (حجوا قبل أن لا تحجوا، قبل أن تمنع البرجانية (الرومية) – أي أمريكا والغرب اليوم – حجوا قبل هدم مسجد بالعراق بين نخل وأنهار، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء على عروق النخلة التي اجتثت منها مريم (ع) رطباً جنياً، فعند ذلك تمنعون الحج وينقص الثمار ويجد البلاء وتبتلون بغلاء الأسعار وجور السلطان، ويظهر فيكم الظلم والعدوان مع البلاء والوباء والجوع، وتظلكم الفتن من جميع الآفاق) بشارة الإسلام للسيد مصطفى الكاظمي: ص173.
وعن أمير المؤمنين (ع)، قال – وأشار إلى أصحاب المهدي (ع) بقوله -: (ألا بابي وأمي هم من عدة أسماؤهم في السماء معروفة وفي الأرض مجهولة، ألا فتوقعوا من إدبار أموركم وانقطاع وصلكم [أي انقطاع الحج]، واستعمال صغاركم، ذاك حيث تكون ضربة السيف على المؤمن أهون من درهم من حله، ذلك حيث يكون المعطى أعظم من المعطي، حيث تسكرون من غير شراب بل من النعمة والنعيم، وتحلفون من غير اضطرار، وتكذبون من غير إحراج، ذاك أذا عضكم البلاء كما يعضّ القتب غارب البعير، ما أطول هذا العناء وأبعد هذا الرجاء) بحار الأنوار: ج34 ص212.

ومنها: ابتلاء أهل العراق بجور السلطان وغلاء الأسعار، فعن محمد بن مسلم عن الصادق(ع)، قال: (إنّه قدّام القائم (ع) بلوى من الله، قلت: وما هو جعلت فداك؟ فقرأ(ع): ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾البقرة : 155، ثم قال (ع): الخوف من ملوك بني فلان[أي بني العباس]، والجوع من غلاء الأسعار، ونقص من الأموال من كساد التجارات، وقلة الفضل فيها ونقص الأنفس بالموت الذريع، ونقص الثمرات بقلة ريع الزرع وقلة بركة الثمار، ثم قال (ع): ﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾ عند ذلك بتعجيل خروج القائم (ع)) الإرشاد للمفيد: ج2 ص377.

ومنها: إنّ حاكم العراق معروف بأنّه يمارس الكهانة، أي: تحضير الجن والسحر الأسود، وإنّه ابن بغي، أي: زانية. قال أمير المؤمنين (ع): (وأمير الناس [أي حاكم العراق] جبار عنيد، يقال له الكاهن الساحر) مختصر بصائر الدرجات: ص199. وقال الصادق (ع): (أمّا إنّ إمارتكم يومئذٍ لا تكون إلاّ لأولاد البغايا [أي الزانيات]) غيبة الطوسي: ص450.

ومنها: اختلاف حكّام العراق فيما بينهم …

… ومنها: خسوف القمر وكسوف الشمس في رمضان، وصيحة جبرائيل في أول النهار.

ومنها: ظهور كوكب مذنب في السماء يضيء كما يضيء القمر، ثم ينعطف حتى يكاد يلتقي طرفاه.

المصدر: كتاب العجل ج2 – السيد أحمد الحسن (ع)