الله سبحانه هو مالك الأرض ومن عليها، وله الحاكمية المطلقة في ملكه.
ولكي تنتقل الحاكمية في ملكه لغيره لابد من أن يستخلف شخصاً بعينه ويدل عليه،
فمن تطفل ونصب نفسه أو غيره، يكون غاصباً لخلافة الله وظالماً ومعتدياً على ملك الله دون إذنه،
ونحن نجد – سنة الله – أنه
قد نصب فيما مضى قبل الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) خلفاء له في أرضه،
ونصب رسول الله محمداً (صلى الله عليه وآله)،
وحتماً لم يترك الله الناس دون نصب خليفة لهم بعد رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)،
كما نص سبحانه وتعالى: ﴿وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ﴾[الرعد: 7].
أما من يقول بتخلّف السنّة الإلهية بعد الرسول محمد (صلى الله عليه وآله)،
فعليه نقض الاستدلال على أنّ الملك لله ولا يجوز ركوبه إلا بإذنه وبنص تشخيصي،
ثم الإتيان بالدليل القطعي على تخلف السنة الإلهية التي دامت طيلة مسيرة الدين الإلهي من آدم إلى محمد (صلى الله عليه وآله).
المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)