ان الدين الإلهي عموما و الإسلام دين إلهي كما تعلمون، قائم على الايمان بوجود إله.
و هذا الإله – الله سبحانه – هو مالك الملك؛ فالله سبحانه هو مالك الأرض و من عليها، و له الحاكمية المطلقة في ملكه.
و لتنتقل الحاكمية في ملكه لغيره لا بد من أن يستخلف شخصا بعينه يدل عليه، فمن تطفل و نصب نفسه أو نصب غيره يكون غاصبا لخلافة الله و ظالما معتديا على ملك الله سبحانه و دون إذنه.
و نحن نجد ان سنة الله أنه قد نصب فيما مضى قبل الرسول محمد صلى الله عليه وآله خلفاء له في أرضه و نصب رسول الله محمد صلى الله عليه وآله، و حتما لم يترك الله الناس دون نصب خليفة لهم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كما نص سبحانه و تعالى: {وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ} الرعد:7
أما من يقول بتخلف السنة الالهية بعد الرسول محمد صلى الله عليه وآله فعليه نقض الاستدلال على ان الملك لله لا يجوز ركوبه الا باذنه و بنص تشخيصي، ثم الإتيان بالدليل القطعي على تخلف السنة الإلهية التي دامت طيلة مسيرة الدين الإلهي من آدم (ع ) الى محمد صلى الله عليه وآله.

هذا هو ببساطة شديدة ما نقوله، و هذا ما يقوله اي منطق سليم فأنت لا تستطيع التصرف بارض او عقار يملكه غيرك دون ان يوكلك و يستخلفك ذلك الشخص المالك للعقار و الا فستكون غاصبا و ظالما.

و في الإسلام هذا هو مذهب آل محمد صلوات الله عليهم فهم يقولون ان الولاية لله و لمن ولاه الله و كل من يحكم و يتحكم بالدماء بغير طريق الولاية الإلهية المباشرة فهو غاصب و قاتل تعلق برقبته الدماء التي تسفك و سيحاسب يوم القيامة.

و كما قلت فهذه هي سنة الله منذ آدم الى محمد صلى الله عليه وآله.
و القرآن ضمن قصصه ذكر آدم كخليفة الهي و منصب من الله و ذكر داوود كخليفة الهي و منصب من الله و ذكر غيرهم… و محمد صلى الله عليه وآله بالتأكيد خليفة إلهي و منصب من الله للحكم بين الناس.

و هذا الأمر أي التنصيب الإلهي مذكور أيضا في التوراة و العهد القديم الذي يؤمن به اليهود و المسيحيون، بل هذا الأمر مذكور و مؤرخ له حتى في الرقم الطينية لآبائنا في سومر و آكاد منذ آلاف السنين قبل الميلاد، و قد بينت هذا الأمر في كتاب وهم الإلحاد؛ و من سومر جاء أنبياء الله كنوح و ابراهيم و نبع الدين الإلهي.
فلا يسع أحد بعد هذا الذكر و التاريخ أن ينكر أو يتنكر لحاكمية الله الا عن جهل أو عناد فهي مسألة ذكرتها كل الأديان الإلهية في ما وصلنا منها،
فما وصلنا من دين نوح و إبراهيم صلوات الله عليهم
في ألواح سومر يذكرها،
و التوراة و العهد القديم يذكرها،
و الإنجيل أو العهد الجديد يذكرها،
و القرآن يذكرها،
و الأحاديث النبوية تذكرها.
فماذا بقي اذا؟
في الحقيقة واضح أنها سنة إلهية ثابتة بالدليل العقلي و الدليل النقلي.

طبعا المذهب السني في الإسلام يخالف هذا الأمر لأنه مذهب قام على طاعة الحاكم كيفما كان طالما أنه تسلط على الحكم ولكن مذهبهم و اعتقادهم هذا بدون دليل.
يعني هم يعتقدون ان ملك الله خرج منه سبحانه و تعالى الى كل من هب و دب دون دليل و هم يعتقدون بتخلف السنة الإلهية.

نحن نقول باختصار ان من يقول بتخلف السنة الإلهية بعد الرسول محمد صلى الله عليه وآله فعليه نقض الاستدلال بأن الولاية لله و لمن ولاه الله و بنص تشخيصي،
ثم الإتيان بالدليل القطعي على تخلف السنة الإلهية التي دامت طيلة مسيرة الدين الإلهي من آدم الى محمد صلى الله عليه وآله كما قلت.

بالحقيقة هذا مختصر لعقيدة أهل البيت بالحكم الشرعي و التي تقول بالتنصيب الإلهي و بطلان عقيدة المذهب السني في الحكم التي تقول ان الحكم لكل من هب و دب طالما انه تسلط على رقاب الناس سواء باختيارهم ام بالقوة.

المصدر: من لقاء اذاعة المنقذ العالمي من ديترويت
مع السيد أحمد الحسن (ع) – في 19/1/2016


ما الفرق بين النبوة بمعناها العام والنبوة الرسالية من الله ؟

القدرة على التأثير في هذه الحياة الدنيا

المُرسِل لابد أن يكون بمقام اللاهوت للمُرسَل

مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ

معرفة شيء عن مقام النبي محمد (ص)

ما المراد من كون الرسول محمد (ص) خاتِم النبيين (أي آخرهم) و خاتَم النبيين (أي أوسطهم) ؟

الرُسل من الرسل هم رسل من الله لأنه بأمره سبحانه وتعالى

  علم خليفة الله في أرضه