في العلاقة بين خليفة الله والتذكر والنسيان والسهو هناك فروض، وهي:

الفرض الأول: إنّ خليفة الله يتذكر بذاته دائماً – دون الحاجة لمذكر – ولا يغفل عن شيء أبداً، وهذا ظاهر البطلان لكون المعصوم له جسد ودماغ بايلوجي مركب من مواد كيميائية وهو محدود القدرة، وبالتالي يجعله يسهو كغيره. إضافة إلى ذلك، فإنه يلزم من هذا الفرض أن المعصوم نور لا ظلمة فيه وكمال مطلق لا نقص فيه، وبالتالي نسبته إلى اللاهوت المطلق، وهذا غلو واضح البطلان يلزم منه تعدد اللاهوت المطلق.

الفرض الثاني: إنّ خليفة الله يتذكر بذاته أحياناً ويغفل أحياناً أخرى، وهذا أمر يشترك فيه كل الخلق، فإذا أردنا والحال هذه أنْ نقول إنّ خليفة الله لا يسهو ولا ينسى في كل شيء مطلقاً أو في موضوع ما، فعندها لابد من وجود مذكر خارجي له (وحي من الله مباشر يذكره، أو ملك يتوسط يذكره، أو أي سبيل يشاؤه الله لتذكيره)، وهذا المذكر الخارجي يحتمل فرضين؛ فأما أنْ يمنع عنه كل سهو ونسيان مطلقاً، وأما أنْ يمنع عنه بعض السهو والنسيان وفق حكمة.

فينتج لدينا مما تقدم أربعة احتمالات هي:

  • إنّ خليفة الله لا ينسى ولا يسهو مطلقاً بذاته.
  • إنّ خليفة الله لا ينسى ولا يسهو مطلقاً لوجود مذكر خارجي [ يمكن أنْ تسميه تسديداً إلهياً، أو عصمة من السهو والنسيان، أو أي اسم يؤدي إلى المعنى المراد ].
  • إنّ خليفة الله ينسى ويسهو كأي إنسان آخر.
  • إنّ خليفة الله يمكن أنْ ينسى ويسهو في موارد كأي إنسان آخر، ويُعصم ولا يمكن أنْ ينسى أو يسهو في موارد أخرى لحكمةٍ ما.

المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)


القول الأول

القول الثاني

القول الثالث

القول الرابع