1- الرؤى دليل تشخيص مصداق خليفة الله، والدليل القرآني القائم هو أنّ الرؤى الصادقة هي وحي ونص من الله عند خلقه، يعرفهم به على خليفته في أرضه. وهي باعتبارها وحياً إلهياً؛ فهي دليل إنْ تحققت فيها الشروط التي تجعلها دليلاً تشخيصياً لخليفة الله، وهي:

1.كونها مطابقة للنص الإلهي التشخيصي الصادر من خليفة الله السابق، فلا قيمة لرؤى مدّعاة لشخص غير منصوص عليه بعد آدم (عليه السلام)، ولا داعي للنظر فيها أصلاً؛ لأنه بعد آدم (عليه السلام) أصبح الخليفة ينص على وصيه أو أوصيائه من بعده.
2.تواترها عند أناس يمتنع تواطؤهم على الكذب.
3.توافر الرؤيا على ما يمنع كونها من الشيطان؛ كوجود معصوم أو قرآن أو إخبار غيبي.
4.محكمة المعنى بمجملها في التنصيص على شخص بعينه.

2- لا حجية للرؤى في مقابل النص، فمع وجود النص – كما هو الحال من بعد آدم إلى أن تقوم الساعة – فالرؤى تكون تابعة له، وكل أحلام تخرج عن نص الخليفة السابق فهي أما هوى نفس أو من الشيطان أو أكاذيب يؤلفها أصحابها. فبعد آدم لابد أنْ يكون مع الخليفة نص من خليفة سابق، فإنْ لم يكن حاملاً لهذا النص ستكون الأحلام التي يدّعيها أصحابها مجرد أوهام نفسية أو وحي من شياطينهم، والرؤى المدّعاة في الكذابين فاقدي الدليل الشرعي هي مجرد أكاذيب تواطأ عليها كذابون لتأييد مذهبهم ودينهم المنحرف.

3- لا حجية للرؤيا في نفي خلافة الله في أرضه عمّن ثبتت حجيته بالدليل القطعي، وهو النص الإلهي الواصل من خليفة الله المباشر أو غير المباشر على تفصيل سيأتي.

4- لا حجية للرؤيا في دين الله عقيدة وتشريعاً، غير ما أثبته النص (القرآن والروايات)، وهو ما بيّناه من تشخيص مصداق خليفة الله في أرضه. فلا قيمة شرعية للرؤى المدّعاة في تأييد ادعاء أو اعتقاد غير مبني على الدليل، مثل عقيدة تقليد غير المعصوم، وخلافة الرسول بالشورى، أو حجية لشخصٍ ما غير خليفة الله وما شابه من عقائد منحرفة لم يقم عليها معتقدوها دليلاً شرعياً، ولا حتى عقلياً تاماً يمكن الركون إليه.

المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)