أما حدود حجية هذا النص أي كون هذا النص حجة فقط على صاحبه أم أنه حجة على غير صاحبه،
أو لو قلنا هل يمكن أن يكون هذا النص الإلهي حجة على غير صاحبه باعتبار أنّ حجيته على صاحبه ثابتة؟
في الحقيقة إنّ هذا الأمر تكفّل القرآن ببيانه، وأوضح بجلاء بأنّ النص الإلهي حجة على غير صاحبه، فرؤيا يوسف (عليه السلام) جعلها يعقوب دليلاً على أنّ يوسف خليفة الله في أرضه، ولهذا منعه من قصها على أخوته؛ لأنّ أخوته أبناء أنبياء ويعرفون الشريعة جيداً، ويعرفون موضع الرؤيا في دين الله وأنها نص إلهي على خليفته في أرضه، وبالتالي فعند سماعهم الرؤيا سيعرفون أنها في تشخيص يوسف (عليه السلام) خليفة الله في أرضه، فخاف يعقوب (عليه السلام) أن يحسدوا يوسف (عليه السلام)، وتعاد قصة ولدي آدم (عليه السلام) القديمة مع يوسف وأخوته،
وهذا واضح لمن تدبر الآيات وأنصف نفسه ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ * قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُواْ لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ﴾[يوسف: 4 – 5]. يكيدون لك كما كاد قابيل لهابيل لما علم أنه وصي آدم (عليه السلام).
إذن، النص الإلهي بهذا الطريق حجة على صاحبه وعلى غير صاحبه كما هو واضح في القرآن.
المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)