اما موضوع الزواج في زمن الرسول محمد ص وفي بيئته بالخصوص فهو متعدد حتى قبل الاسلام بسبب ارتفاع نسبة النساء الى الرجال ولايوجد حل اخلاقي اجتماعي مقبول لهكذا مشكلة اجتماعية كما هو معلوم غير تعدد الزوجات
وسبب هذه المشكلة في تلك البيئة هو انها كانت بيئة حروب ومعارك مستمرة وقطع طريق وهذا تسبب بأن يقتل باستمرار عدد كبير من الرجال بينما النساء كن يجلسن في البيوت وعادة لايخرجن ولايتعرضن للخطر وحتى في المعارك كن يؤخذن كسبايا ولا يقتلن كما هو الحال بالنسبة للرجال

وقد كانت نسبة النساء الكبيرة تمثل مشكلة اجتماعية في تلك البيئة الى درجة ان كثيرا من النساء اللواتي لم يكنّ يحصلن على ازواج كنّ يرفعن رايات للإعلان عن كونهنّ يرغبن بممارسة الجنس مع الرجال وصاحبات الرايات الحمر كن مشهورات في ذلك المجتمع وقد كان كثير من الرجال يقتلون بناتهم وهن صغيرات في ظاهرة مشهورة كانت تسمى وئد البنات وذلك بسبب كثرة النساء في ذلك المجتمع وعدم حصول كثير منهن على ازواج ولجوئهن الى ممارسة الشهوة بشكل غير منضبط بقانون اجتماعي كالزواج،

والرسول محمد ص جاء بقانون لتنظيم العلاقة الجنسية في هكذا مجتمع في اطار زواج منضبط بحيث لا تضيع الانساب فشرع تعدد الزوجات بقانون اجتماعي يضمن للمرأة في هكذا حالة اجتماعية متطرفة كرامتها بحيث لا تكون سلعة يتناقلها الرجال كصاحبات الرايات بل زوجة محترمة لرجل لها حقوقها القانونية
وقد كان لقانون تعدد الزوجات الذي جاء به الرسول محمد ص الفضل الاكبر في حل تلك الظاهرة الاجتماعية المتطرفة وفي خلال سنين قليلة انتهت ظاهرة وئد البنات وانتهت ظاهرة صاحبات الرايات الحمر،

هذا فيما يخص تقنين الرسول محمد ص لظاهرة تعدد الزوجات لحل مشكلة اجتماعية وهي زيادة عدد النساء في المجتمع بشكل كبير،
اما مايخص تصرفه هو صلوات الله عليه بالخصوص فكان سببه ان اكثر الرجال كانوا يعرضون عن الزواج من عدد من النساء بسبب صعوبة الحياة وتوفير الغذاء وماشابه فكان اقدام الرسول على الزواج من عدد من النساء رغم قلة ذات يده تشجيعا لغيره ولم يكن تصرفه خارج حدود الحياة الاجتماعية للبيئة التي كان يعيش فيها والتي كانت تفرض على من كانوا فيها من الرجال الزواج من عدد من النساء لحل معضلة كبر نسبة النساء الى الرجال حلا اخلاقيا يسد حاجة المراة البيولوجية للجنس ويحفظ كرامتها بالزواج المتعدد.

بعد هذا التوضيح اعتقد انه من السفه الاشكال على رجل تزوج سبع نساء وهو يعيش في مجتمع نسبة النساء الى الرجال فيه هي سبعة الى واحد لانك تعيش في القرن الواحد والعشرين في مجتمع نسبة النساء الى الرجال فيه هي واحد الى واحد واغلب الرجال فيه يتزوجون زوجة واحدة، فزواجك من سبع نساء في زمنك ومجتمعك خطأ ولكن ايضا زواج ذلك الرجل من زوجة واحدة في زمنه ومجتمعه خطأ بل وخطأ فاحش ومدمر للمجتمع لانه يتسبب بظواهر مثل وئد البنات وصاحبات الرايات.

المصدر: صفحة الفيسبوك الرسمية ١٤ سبتمبر ٢٠١٣ – السيد أحمد الحسن (ع)