حجة الله: فبه يقيم الله الحجة على الناس ويقطع عذرهم، ﴿رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزاً حَكِيماً﴾[النساء: 165].

الرسول: فهو جاء من مرسل برسالة.

النبي: لأنّ له مقام النبوة ويوحى له بالرؤيا والكشف، أما الإشكال على وصف خليفة الله بنبي مرسل بعد رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله) لكون الرسول محمد (صلى الله عليه وآله) خاتم الأنبياء المرسلين من الله، فهذا أمر قد بيّنته في كتاب “النبوة الخاتمة”، وباختصار هنا أقول: إن النبوة الرسالية التي ختمت هي النبوة الرسالية من الله وافتتحت النبوة الرسالية من محمد (صلى الله عليه وآله) خليفة الله الحقيقي المراد الوصول إليه من الخلق وبالوصول إليه تحققت الخلافة الحقيقية، وبالتالي يقوم الخليفة الحقيقي وهو محمد (صلى الله عليه وآله) بدور الخلافة كاملة، ومن هذا الدور أنه (صلى الله عليه وآله) يكون منبئاً لمن بعده ومرسلهم، فالأئمة من آل محمد (عليهم السلام) علمهم من رسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)، وهم رسل من محمد (صلى الله عليه وآله) بأمر الله سبحانه وتعالى.

وصي: باعتبار أنّ هناك حجة سابق قد أوصى باتباعه ونصرته، وأنه حجة من الله وخليفة لله في أرضه من بعده، وليس ضرورياً أنْ يكون الموصي مباشراً للوصي ليكون وصيه، فالباقر والصادق (عليهما السلام) مثلاً أوصياء لرسول الله محمد (صلى الله عليه وآله)؛ لأنه نص عليهم بوصيته.

معصوم:
والعصمة: هي الاعتصام بالله عن محارم الله.
والمعصوم: هو المعتصم بالله عن محارم الله.
والعصمة أمر باطني ليس هناك سبيل للقطع به في الخارج إلا بالنص من الله، أو من خليفة من خلفاء الله السابقين.

وخليفة الله المعصوم لا يُخرج الناس من هدى، ولا يدخلهم في باطل.

إمام: أي كونه مُنصب ليقود ويأم غيره في هذه الدنيا.
[أيضاً: يمكن أن يوصف بأنه إمام بمعنى خاص آخر ويراد منه مقام في العوالم العلوية وهذا مقام خاص بمحمد (صلى الله عليه وآله) وآل محمد (عليهم السلام) وبعض الأنبياء (عليهم السلام) وليس جميعهم كإبراهيم (عليه السلام) وموسى (عليه السلام) وهو المذكور في قوله تعالى: “وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ” البقرة: 124]

العالم:لأنّ الله يوحي له ويعلمه ما فيه إخراج الناس من الضلال وإدخالهم للهدى وتعريفهم بالحق، فهو فقط من يهدي إلى الحق وإلى الصراط المستقيم؛ لأنّ علمه من الله ومعرفته من الله، أما غيره فحتى لو عرفوا الحق والصراط المستقيم في آن فسيجهلونه في آن آخر؛ لأنّ علمهم ليس من الله ولا يوحى لهم، وبالتالي فلا يمكن وصف أحد من الناس بأنه يهدي إلى الحق وإلى الطريق أو الصراط المستقيم غير خليفة الله في أرضه.

المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)