الأرض لا تخلو من الهدى والحق، ولو خليت من راية منصوبة داعية لحاكمية الله لخليت من الهدى والحق، ولهذا فالدعوة لحاكمية الله وخصوصاً إذا انفرد بها داعي الحق في زمانه تكون دليلاً لمن يطلب معرفة الحق يعضد دليل النص المتقدم، فهو دليل بانضمامه إلى النص، أي يكون دليلاً يعضد النص ويزيد من يقين المؤمنين بالحق.
والمقصود بحاكمية الله ليس على مستوى التشريع فقط، بل على مستوى التنفيذ أيضاً، مع أنه لا يمكن بحال القول بحاكمية الله على مستوى التشريع دون المستوى التنفيذي؛ حيث إنّ التشريع متجدّد فلابد إذن من منفّذ متصل بالله ليوصل حكم كل مستحدث ومستجد، وليس ضرورياً أنْ يباشر خليفة الله الحكم بنفسه، بل الضروري أنْ يكون مسلّطاً على نظام الحكم وبالخصوص الدماء، أي مثلاً ما يخص قرار الحرب والسلم، أو القصاص أي كأحكام الإعدام.
المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)