قال الامام احمد الحسن ع : ( اليماني واجب الطاعة مهما كانت هذه الطاعة و كيفما فهموها ، فهل واجب الطاعة يترك بلا بيان ، لا اسم و لا صفة و مكان ظهور ولا .. ولا ..ولا .. الخ . هو واجب الطاعة بحيث الملتوي عليه مخلد بالنار ، فهل يصح أن يترك هذا التكليف بلا بيان هويته؟
و على هذا الأساس كيف سيحدد الناس اليماني عند الادعاء ليتجنبوا الالتواء و لا يكونوا مخلدين بالنار ؟
لا يوجد سبيل ، السبيل الوحيد المتوفر هو اتحاد اليماني مع شخصية أخرى موصوفة بدقة، و السبب أنهم ع جعلوه هكذا ليكون حلُّ هذا الأمر دليلاً أيضا لليماني الحقيقي، فحلّه ككلمة السر أو كلمة المرور التي بها تمر الى السر .
فالروايات موجودة و متوفرة للجميع ، تماماً كتوفر الحروف و الأرقام للجميع ، و لكن مَن يعرف كلمة السر ليمر بها مثلاً الى خزنة في بنك غير صاحبها ؟ فلو طلب منه البنك ادخال كلمة السر ليفتح الخزنة و يأخذ ما فيها سيتضح ان كان هو صاحب الخزنة أو كاذب . و مع أنّ كلمة السر متكونة من حروف و أرقام و هي متوفرة للجميع و في متناول الجميع ، و لكن ليس بوسع أحد غير صاحب الخزنة ترتيب هذه الحروف و الارقام بحيث يكون الترتيب ملائماً لفتح الخزنة . كذا الحال بالنسبة للنصوص ،
فمن يرتبها بالصورة الصحيحة التي تفتح السر هو صاحبها لا غير , لا يمكن ان يفتحها غير صاحبها
فمن يشكك لا ينفعه التشكيك ، عليه أن ينظر هل فتحت الخزنة ؟ هل اُّظهر السر ؟ اذا كانت فتحت انتهى الأمر ، و الذي فتحها صاحبها ، مَن يعرف كلمة السر غير صاحبه ؟!
هم حتى كثير منهم لما يجدون أنّ الأدلة دامغة و قوية يقولون للأنصار هو شخص ذكي ووظف النص لصالحه ، أي أنهم باختصار عندما يطلعون يقرون بأنّ الخزنة فتحت و السر ظهر ، و لكن لا يريدوا الاقرار لمن أظهرها أنه صاحبها ، و أنه فتحها و انتهى الأمر .
محمد و آل محمد ع لماذا لم يقولوا بصراحة انّ اليماني اسمه فلان و انتهى الأمر ، أليس هذا أفضل ؟ لكن لو فعلوا (ع) هذا لانتفت حجية الاحتجاج بالنصوص التي بينتها لك . إذاً ، كون الأمر هكذا يجعل صاحب الأمر صاحب حجة بمجرد الاحتجاج بالنصوص بالصورة التي تمثل حلَّ السر أو كما قلت لك يأتي بكلمة المرور أو كلمة السر كما في الرواية .
عن مالك الجهني ، قال : (قلت: لأبي جعفر ع انا نصف صاحب الأمر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس ، فقال: لا والله ، لا يكون ذلك أبدا حتى يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك و يدعوكم اليه ) ص 220
كيف يكون لاحتجاجه حجية على الناس ؟ لأنه يحل السر و يبين الحق من الروايات ، و لأنه يحتج بالوصية التي خبأها الله له في كتب القوم .
كم أنّ الشيعة بحاجة للوصية ليحتجوا بها على غيرهم ؟ لماذا لم يحتجوا بها طيلة هذه السنين الطويلة على مخالفيهم ؟ و أنها اليتيمة ؟ هي عندهم و يروونها ، و لكنهم أبداً لم يلتفتوا الى أنّ هذه الوصية عند الوفاة ، مع أنهم علماء و يعرفون الأمر جيداً . أليس هذه مشيئة الله أن صرف عن الوصية حتى من يرويها ؟ لماذا صرفهم عنها و عن الاستدلال بها مع أن الاستدلال بها يقوي دين الحق ؟ صرفهم لأنّ الوصية لا يحتج بها غير صاحبها ..)
كتاب المحكمات للشيخ علاء السالم ص 61-62
و قد اثبت الامام ان اليماني هو نفسه اول المهديين بعدة طرق :
1- قال الامام احمد الحسن ع ( أما بالنسبة لحدود شخصية اليماني فقد ورد في الرواية عن الباقر(ع) ( وليس في الرايات راية أهدى من راية اليماني ، هي راية هدى ، لأنه يدعو إلى صاحبكم ، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح على الناس وكل مسلم ، وإذا خرج اليماني فانهض إليه فإن رايته راية هدى ، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل ذلك فهو من أهل النار ، لأنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم ) الغيبة – محمد بن ابراهيم النعماني ص 264. وفيها :-أولاً / (لا يحل لمسلم أن يلتوي عليه فمن فعل ذلك فهو من أهل النار) : وهذا يعني أن اليماني صاحب ولاية إلهية فلا يكون شخص حجة على الناس بحيث إن إعراضهم عنه يدخلهم جهنم وإن صلوا وصاموا إلا إذا كان من خلفاء الله في أرضه وهم أصحاب الولاية الإلهية من الأنبياء والمرسلين والأئمة والمهديين .
ثانياً / (أنه يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) : والدعوة إلى الحق والطريق المستقيم أو الصراط المستقيم تعني أن هذا الشخص لا يخطأ فيُدخل الناس في باطل أو يخرجهم من حق أي انه معصوم منصوص العصمة وبهذا المعنى يصبح لهذا القيد أو الحد فائدة في تحديد شخصية اليماني أما افتراض أي معنى آخر لهذا الكلام (يدعو إلى الحق وإلى طريق مستقيم) فانه يجعل هذا الكلام منهم (ع) بلا فائدة فلا يكون قيداً ولا حداً لشخصية اليماني وحاشاهم (ع) من ذلك .
النتيجة مما تقدم في أولاً وثانياً إن اليماني حجة من حجج الله في أرضه ومعصوم منصوص العصمة ، وقد ثبت بالروايات المتواترة والنصوص القطعية الدلالة إن الحجج بعد الرسول محمد (ص) هم الأئمة الإثني عشر (ع) وبعدهم المهديين الإثني عشر ولا حجة لله في الأرض معصوم غيرهم وبهم تمام النعمة وكمال الدين وختم رسالات السماء
وقد مضى منهم (ع) أحد عشر إمام وبقي الإمام المهدي (ع) والإثنى عشر مهدياً ، واليماني يدعوا إلى الإمام المهدي (ع) فلابد أن يكون اليماني أول المهديين لان الأحد عشر مهدياً بعده هم من ولده (ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) (آل عمران:34) ويأتون متأخرين عن زمن ظهور الإمام المهدي (ع) بل هم في دولة العدل الإلهي والثابت أن أول المهديين هو الموجود في زمن ظهور الإمام المهدي (ع) وهو أول المؤمنين بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وتحركه لتهيئة القاعدة للقيام كما ورد في وصية رسول الله (ص) . ومن هنا ينحصر شخص اليماني بالمهدي الأول من الإثني عشر مهدياً …. )
2- وقال ايضا ع : ( إن اليماني ممهد في زمن الظهور المقدس ومن الثلاث مائة وثلاث عشر ويسلم الراية للإمام المهدي ، والمهدي الأول أيضاً موجود في زمن الظهور المقدس وأول مؤمن بالإمام المهدي (ع) في بداية ظهوره وقبل قيامه ، فلا بد أن يكون أحدهما حجة على الآخر وبما أن الأئمة والمهديين حجج الله على جميع الخلق والمهدي الأول منهم فهو حجة على اليماني إذا لم يكونا شخص واحد وبالتالي يكون المهدي الأول هو قائد ثورة التمهيد فيصبح دور اليماني ثانوي بل مساعد للقائد وهذا غير صحيح لان اليماني هو الممهد الرئيسي وقائد حركة الظهور المقدس ، فتحتم أن يكون المهدي الأول هو اليماني واليماني هو المهدي الأول )
3- و قال ايضا ع عن وصي الامام المهدي ع (لابد أن يكون من ذرية الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) أكيداً وقطعاً لا غير؛ لأن نور الخلافة والوصاية انتقل إلى صلب الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، فلابد أن ينتقل هذا النور إلى وِلدِه وذريته قطعاً، ويظهر فيمن شاء الله أن يظهره فيه ، فيجعله وصياً للإمام المهدي (ع). ) المتشابهات س80 و بما ان اليماني هو وصي المهدي كما ثبت اعلاه فلابد أن يكون من ذرية الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع) أكيداً وقطعاً لا غير؛ لأن نور الخلافة والوصاية انتقل إلى صلب الإمام المهدي محمد بن الحسن (ع)، فلابد أن ينتقل هذا النور إلى وِلدِه وذريته قطعاً، ويظهر فيمن شاء الله أن يظهره فيه ، فيجعله وصياً للإمام المهدي (ع). اي اول المهديين المذكور في الوصية.