لو أنك دخلت إلى مكانين فيهما شجر، ووجدت أحدهما قد غرست به الأشجار المثمرة بصور منظمة على شكل مجموعات وفي أسطر مستقيمة، والثاني وجدت أن فيه أشجار متنوعة مختلطة مع بعضها ومغروسة بصورة عشوائية، فأنت ستحكم على الأول أنه بستان ونظمته قوة عاقلة، والآخر غابة لا يوجد إنسان عاقل قام بتنظيم غرس الأشجار فيها والتحكم بالأنواع المغروسة.

والآن انتقل إلى الأرض لتجد فيها معظم المياه العذبة متحركة، ولو كانت ساكنة لملأتها الأوبئة والحشرات والعفونة، ولكان من الصعب الاستفادة منها إن لم تستحيل، وأما المياه التي تجمعت في تجمعات كبرى ساكنة على الأرض، مثل المحيطات والبحار، فتجدها مالحة ولو كانت عذبة لملئت بالأوبئة والأمراض ولكانت سبباً لهلاك أهل الأرض.

انظر إلى تركيبة الغلاف الجوي، وكيف أتقن بصورة تحمي أهل الأرض من الإشعاعات الكونية، ولو لم يكن كذلك لأهلكت الإشعاعات الكونية أهل الأرض. انظر وانظر … ستجد كل شيء منظم وبدقة وبقدر، هل يوجد إنسان يحترم عقله يقول إن هذا أمر عشوائي، أم إن هناك قوة حكيمة مطلقة هي التي وضعت هذا النظام الدقيق ؟ أعتقد أن هذا يكفي لمن يحترم عقله ولا يريد الاستمرار في التكبر على خالقه سبحانه.

المصدر: الجواب المنير عبر الأثير ج5 س471 – السيد أحمد الحسن (ع)