هو سبحانه تجلى للخلق باللاهوت المطلق أو الكمال المطلق (الله) ليعرفه الخلق، ولا نقص في ساحة اللاهوت المطلق (الله) سبحانه، ومن هنا فهو موصوف بكل كمال مطلق ومنزه عن كل نقص،

فلا إشكال في
تسمية صفات الكمال بالثبوتية،
وتسمية تنزيهه عن النقص بالصفات السلبية،
فهي مجرد مصطلحات لفظية تشير إلى معنى معين، والمهم هو المعنى المراد،

ولكن فقط الإشكال في
حصر بعضهم صفات الكمال بثلاث هي: العلم والقدرة والحياة أو بعدد معين،
وكذا حصر التنزيه أو الصفات السلبية كما يسمونها بعدد معين،
فالحق إن الله موصوف بكل كمال مطلق ومنزه عن كل نقص.

أما الصفات الفعلية فهم يضعون لضبط تقسيم الصفات إلى فعلية وذاتية أمرين:

الأول: إن الصفة التي يوصف بها وبضدها هي صفة فعلية؛ لأن الصفة الذاتية هي عين ذاته، فلا تنفك عنه ليمكن أن يوصف بضدها، ومثالها الإرادة فهو يوصف بأنه مريد ويوصف بأنه كاره أو غير مريد،
أما الصفة التي يوصف بها ولا يوصف بضدها فهي صفة ذاتية كالعلم، فهو يوصف بأنه عالم ولا يوصف بأنه جاهل.

الثاني: إن كل صفة تحتاج لانتزاعها فرض غير الذات فهي صفة فعلية، مثل صفة الخالق فهو لا يوصف بأنه خالق قبل أن يخلق،
وكل صفة تنتزع من فرض الذات فقط فهي صفة ذاتية مثل صفة الحياة.

هذا هو مجمل ما يعتمدونه لهذا التقسيم، والحقيقة إنّ تسمية بعض الصفات بالفعلية عندهم باعتبار فهم معين لمعناها يجعلها مرتبطة بالفعل ووجودها مرتبط بوجود الفعل، وبالتالي تكون صفات حادثة بحدوث الفعل فلا يصح أنْ تكون ذاتية، فيقال إنها إضافية بالنسبة للذات وإنها صفات فعلية، وهذا لا إشكال فيه بناء على هذا الفهم لمعنى الصفات.

ولكن هناك معنى آخر وفهم آخر لهذه الصفات يمكن أنْ نقدمه، ويجعلها صفات غير حادثة وليست صفات فعل ولا إضافية بالنسبة للذات، وبالتالي تعود للصفات الذاتية وتتفرع عنها،
فصفة الخالق مثلاً يمكن أنْ نفهم منها فعل خلق المخلوقات فتكون حادثة؛ لأنها مرتبطة بالحادث، ويوصف بضدها فنقول إنه غير خالق ونقصد قبل أنْ يخلق الخلق، وبهذا نجعلها صفة فعلية إضافية للذات.
وأيضاً يمكن أنْ نفهمها على أنها القدرة على الخلق فتكون صفة ذاتية وليست حادثة ولا يمكن أنْ يوصف بضدها، فنقول إنه عاجز عن الخلق،
أي أنّ صفة الخالق يمكن أنْ نقول عنها إنها صفة فعلية إذا نسبناها إلى الفعل، ويمكن أنْ نقول عنها إنها صفة ذاتية إذا نسبناها إلى الذات، ولا إشكال في كونها مرة صفة فعلية ومرة صفة ذاتية في مقامين مختلفين.

المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)