الملك لله، ولا يحق لأحد التصرف في ملك الله إلا بإذنه، فمن يريد أنْ يخرج التصرف بملك الله من الله إلى الناس لتكون للناس ولاية تنصيب الخليفة أو الحاكم – كما هو اعتقاد السنة -، عليه أنْ يأتي بالدليل على أنّ الله أذن بهذا، وإلا فالأمر على ما هو عليه بالأصل؛ وهو أنّ الولاية لله ولا تنتقل إلا بإذن منه سبحانه وتعالى وتنصيب منه سبحانه وتعالى.

فالأصل الثابت هو خلافة الله في أرضه بتعيين إلهي، وأنّ لكل زمان خليفة لله في أرضه يعيّنه الله.

كما أنها سنة الله سبحانه وتعالى، وقد قال تعالى: ﴿سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً﴾، ومن يريد نقضه يحتاج إلى دليل نقض وهو مفقود.

ومنذ اليوم الأول مع آدم (عليه السلام) طبق هذا الأصل:

فاستخلف الله آدم في الأرض وعيَّنه خليفته في أرضه:
﴿وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾.

وزوّده بالعلم الديني:
﴿وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ﴾.

وأمر الخلق بطاعته (تطبيق حاكمية الله) :
﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ﴾ [البقرة: 34].

واستمر هذا الأمر إلى محمد (صلى الله عليه وآله) – كسنة إلهية جارية -، ويستمر بعد محمد (صلى الله عليه وآله) إلى أنْ يرث الله الأرض ومن عليها، وتنتهي الخلافة بنهاية وجود المكلفين على هذه الأرض.

المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)