[…هم سيعرفونه بالآيات والمعجزات، ولكنهم سيؤولونها،
فالخسف بجيش السفياني سيجعلونه حادثاً طبيعياً كما جعل من سبقهم موت جيش أبرهة الحبشي بسبب وباء لا عذاب إلهي.]

كتاب التيه او الطريق الى الله – السيد أحمد الحسن (ع)

فأهم علة لحصول هذه الآية أو تأخرها هو استفادة الناس منها، واهتداؤهم بسببها، واتعاظهم بها، أو غفلتهم عنها، وركونهم إلى المادة، وإرجاع كل الأسباب والمسببات إليها.

فقد جاء في كتاب المتشابهات ج2 السؤال/ 39: لماذا رُجم جيش أبرهة الحبشي لما أراد هدم الكعبة بالحجارة السجيل ولم يُرجم جيش الأمويين لما أرادوا هدم الكعبة حتى سقط المنجنيق في الكعبة وهدم البيت الحرام؟!

فكان جواب السيد أحمد الحسن (ع):

إن لبيت الله الحرام (الكعبة) حرمة وملائكة تحمي البيت من الاعتداء،
وهذه الحماية المعجزة لا تحصل دائماً إنما تحصل إذا كان الناس يستفيدون من هذه المعجزة ويتعظون بها ويهتدون إلى الصراط المستقيم بسببها.
أما إذا كان الناس قساة القلوب لا يتعظون بالزواجر والمثلات والعقوبات الإلهية أو الآيات الإلهية البينة، فلا معنى لمنعهم عن العصيان والطغيان والتجبر ودفعهم عن صراط الجحيم بالقوة، مما ينافي حالة الامتحان والاختبار للإنسان في هذه الأرض.

وفي زمن عبد المطلب (ع) – جدّ النبي محمد (ص) – كان الناس يستفيدون من هذه الآية، ويتعظون بها. كما أنها كانت تشير إلى حرمة عبد المطلب وأهل بيته، واتصالهم بالسماء، وهو وصي من أوصياء إبراهيم (ع).
أما في زمن يزيد (عليه لعنة الله) فقد كان الناس قساة القلوب لا يتعظون، بل إنهم انتهكوا حرمة أعظم من حرمة الكعبة وهي حرمة الحسين، لما قتلوه ومثلوا بجسده الطاهر المقدس، وقد وضّح الحسين في خطابه لهم أنهم بعد قتله لا يدعون حرمة لا ينتهكونها أو يهابون انتهاكها. ومع ذلك فلما تقدم جيش يزيد (لعنه الله) إلى الكعبة قادماً من المدينة مات الملعون (مسلم بن عقبة) قائد الجيش الأموي فلم يرتدع الناس، بل تقدموا بقيادة الحصين بن نمير السكوني حتى وصل الأمر إلى رجم الكعبة بالمنجنيق وقتل ابن الزبير في الحرم.

أما في نهاية المطاف أي في زمن الإمام المهدي (ع)، لما يعود الناس إلى شيء من الفطرة ويتعظون بالمثلات والآيات، فإنّ هذه الآية تعود للظهور من جديد
وهذه المرة عندما يخسف بجيش السفياني بين المدينة ومكة بعد خروج الإمام المهدي (ع) من المدينة والتجائه إلى مكة حرم الله سبحانه وتعالى كما ورد عنهم (ع).

فأهم علة لحصول هذه الآية أو تأخرها هو استفادة الناس منها، واهتداؤهم بسببها، واتعاظهم بها، أو غفلتهم عنها، وركونهم إلى المادة، وإرجاع كل الأسباب والمسببات إليها.