وهو أهم الفتن قبل قيام القائم (ع)، وخروجه حتمي في بلاد الشام.
والأرجح في الأردن في الوادي اليابس، ثم يحتل سوريا وجزء من فلسطين، ثم يدخل إلى العراق،
ويظهر في بداية ظهوره العدل حتى يتوهم الناس أنّه عادل، ويكذّب الجهّال آل محمد (ع).

عن أبي حمزة الثمالي، عن الباقر (ع)، قلت: (خروج السفياني من المحتوم؟ قال: نعم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من مغربها من المحتوم، واختلاف بني العباس في الدولة محتوم، وقتل النفس الزكية محتوم، وخروج القائم من آل محمد (ع) محتوم. قلت: وكيف يكون النداء؟ قال: ينادي من السماء أول النهار ألا إنّ الحق مع علي وشيعته، ثم ينادي إبليس آخر النهار من الأرض ألا إنّ الحق مع عثمان وشيعته، وعند ذلك يرتاب المبطلون)الإرشاد للمفيد: ص371.

عن الباقر (ع): (آيتان تكونان قبل القائم، كسوف الشمس في النصف من شهر رمضان، وخسوف القمر في آخره)الإرشاد للمفيد: ج2 ص374.

وعلى الشيعة عند ظهور السفياني الذهاب إلى مكة، لنصرة الإمام المهدي (ع)؛ لأنّ ظهوره وقيامه في مكة بعد هذه العلامة أكيد وقريب جدّاً، بل يكاد يتداخل معها، وقد أمرهم أئمتهم (ع) بذلك.

عن الصادق (ع): (… لا تبرح الأرض يا فضل حتى يخرج السفياني، فإذا خرج السفياني فأجيبوا إليناً. يقولها ثلاثاً، وهو من المحتوم)الكافي: ج8 ص274.

وعن الصادق (ع): (يا سدير، ألزم بيتك وكن حلساً من أحلاسه، وأسكن ما سكن الليل والنهار، فإذا بلغ أن السفياني قد خرج فادخل إلينا ولو على رجلك. قلت: جعلت فداك هل قبل ذلك شيء ؟ قال: نعم، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلى الشام، وقال: ثلاث رايات، راية حسنية، وراية أموية، وراية قيسية. فبينما هم إذ خرج السفياني فيحصدهم حصد الزرع ما رأيت مثله قط)بحار الأنوار: ج52 ص 271.

وعن الباقر (ع) : (… مع أنّ الفاسق [أي السفياني] لو قد خرج لمكثتم شهراً أو شهرين لم يكن عليكم بأس حتى يقتل خلقاً كثيراَ دونكم، قال بعض أصحابه: فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟ قال: يتغيب الرجل منكم عنه فأن حنقه وشرّهه فإنما هي على شيعتنا، وأمّا النساء فليس عليهن بأس إن شاء الله تعالى، قيل: فإلى أين يخرج الرجال ويهربون منه، من أراد منهم أن يخرج إلى المدينة أم إلى مكة أو إلى بعض البلدان؟ قال: ما تصنعون بالمدينة، وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة فأنها مجمعكم، فإنما فتنته حمل امرأة تسعة أشهر لا يجوزها إن شاء الله)غيبة النعماني: ص 311.

ولكن للأسف لن ينفر إلى مكة لنصرة المهدي (ع) إلاّ عشرة آلاف كما ورد في الروايات، وهم أول أنصاره مع أصحابه الثلاثمائة وثلاثة عشر .

المصدر: كتاب العجل ج2 – السيد أحمد الحسن (ع)

و روى الطبرسي في الاحتجاج: عن عبد العظيم الحسني رضي الله عنه، عنه قال: قلت لمحمد بن علي بن موسى (ع): (يا مولاي أني لأرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، فقال (ع) : ما منا إلاّ قائم بأمر الله، وهاد إلى دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله به الأرض من أهل الكفر والجحود ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، هو الذي يخفى على الناس ولادته، ويغيب عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سمي رسول الله وكنيه، وهو الذي تطوى له الأرض، ويذل له كل صعب، يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر (ثلاثمائة وثلاثة عشر)، رجلاً من أقاصي الأرض وذلك قول الله : ﴿أين ما تَكُونُواْ يَأْتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، فإذا اجتمعت له هذه العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره، فإذا كمل له العقد وهو (عشرة آلاف) رجل خرج بإذن الله، فلا يزال يقتل أعداء الله حتى يرضى عز وجل) الاحتجاج: ج2 ص 249.

وروى المجلسي في البحار: عن أبي جعفر (ع) في حديث طويل إلى أن قال: (يقول القائم (ع) لأصحابه: يا قوم إن أهل مكة لا يريدونني، ولكني مرسل إليهم لاحتج عليهم بما ينبغي لمثلي أن يحتج عليهم. فيدعو رجلاً من أصحابه فيقول له: امض إلى أهل مكة فقل: يا أهل مكة أنا رسول فلان إليكم وهو يقول لكم: إنا أهل بيت الرحمة، ومعدن الرسالة والخلافة ونحن ذرية محمد وسلالة النبيين، وإنا قد ظلمنا واضطهدنا، وقهرنا وابتز منا حقنا منذ قبض نبينا إلى يومنا هذا فنحن نستنصركم فانصرونا. فإذا تكلم هذا الفتى بهذا الكلام أتوا إليه فذبحوه بين الركن والمقام، وهي النفس الزكية، فإذا بلغ ذلك الإمام قال لأصحابه: ألا أخبرتكم أن أهل مكة لا يريدوننا، فلا يدعونه حتى يخرج فيهبط من عقبة طوى في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً عدّة أهل بدر حتى يأتي المسجد الحرام، فيصلي فيه عند مقام إبراهيم أربع ركعات، ويسند ظهره إلى الحجر الأسود، ثم يحمد الله ويثني عليه، ويذكر النبي (ص) ويصلي عليه ويتكلم بكلام لم يتكلم به أحد من الناس. فيكون أول من يضرب على يده ويبايعه جبرئيل وميكائيل، ويقوم معهما رسول الله وأمير المؤمنين فيدفعان إليه كتاباً جديداً هو على العرب شديد بخاتم رطب، فيقولون له : اعمل بما فيه، ويبايعه الثلاثمائة وقليل من أهل مكة . ثم يخرج من مكة حتى يكون في مثل الحلقة قلت: وما الحلقة؟ قال: عشرة آلاف رجل …) بحار الأنوار: ج52 ص 307.

و أيضاً في كتاب العجل ج2 قال السيد أحمد الحسن (ع):
وربما كانت له (ع) فترة ظهور تسبق قيامه في مكة، ربما عن طريق سفراء كما في الغيبة الصغرى.
وهذا الاحتمال تقويه بعض الروايات عنهم (ع)،
وربما كانت بداية بعثه وظهوره في أم القرى في هذا الزمان وهي النجف الأشرف اقتفاء بسيرة جدّه المصطفى (ص) الذي بعث في أم القرى في زمانه، وهي مكة،
والله أعلم وأحكم وما أوتينا من العلم إلاّ قليلاً.

كما جاء عنه (ع) في نفس المصدر السابق في معرض كلامه عن علامات الظهور و اختلاف حكّام العراق فيما بينهم، بأن:

هلاكهم على يد جيوش السفياني التي تأتي من بلاد الشام والتي تدخل العراق للقضاء على حاكم العراق.
والسفياني مجنّد من الغرب أو أمريكا حسب ما ورد في الروايات.

وفي التوراة سفر دانيال: السفياني عميل للمملكة الحديدية أو أمريكا، للقضاء على ثلاثة عملاء سابقين لأمريكا في المنطقة أحدهم حاكم العراق.
ثم إنّ ما يبقى من أعوان ومرتزقة حاكم العراق تقضي عليه قوّات الخراساني بقيادة شعيب بن صالح، والتي تدخل العراق لطرد قوّات السفياني، وتطهير العراق من الأراذل والمسوخ الشيطانية.

فعن الباقر(ع) : (… ثم قال: إذا اختلف بنو فلان [أي بني العباس] فيما بينهم فعند ذلك فانتظروا الفرج، وليس فرجكم إلاّ باختلاف بني فلان … حتى يخرج عليهم الخرساني والسفياني، هذا من المشرق وهذا من المغرب، يستبقان إلى الكوفة كفرسي رهان … آما إنّهم لا يبقون منهم أحداً) غيبة النعماني: ص264.