عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) قال: (بعثني رسول الله (ص) على اليمن فقال وهو يوصيني: يا علي، ما حار من استخار، ولا ندم من استشار …) الأمالي للشيخ الطوسي: ص13.

وقال (ص): (من سعادة ابن آدم استخارته الله ورضاه بما قضى الله ومن شقوة ابن آدم تركه استخارة الله وسخطه بما قضى الله) بحار الأنوار: ج47 ص159.

وعن أبي عبد الله (ع)، قال: (من استخار الله راضيا بما صنع خار الله له حتماً) وسائل الشيعة (آل البيت): ج8 ص63.

وعن أبي عبد الله (ع)، يقول: (ما استخار الله عبد مؤمن إلا خار له وإن وقع ما يكره) وسائل الشيعة (آل البيت): ج8 ص81.

وعن عمر بن حريث، قال: قال أبو عبد الله (ع): (صل ركعتين، واستخر الله فوالله ما استخار الله مسلم إلا خار الله له البتة) مصباح المتهجد للشيخ الطوسي: ص533.

الاستخارة هي سؤال الله سبحانه وتعالى فلابد من عقد العزم فيها على أمور:
الأول: إنك لا ترجح في نفسك طرفاً على آخر بل تساوي الأمرين في نفسك.
والثاني: أن تكون مستعداً لقبول جواب الله بشكل كامل ولا يوجد في نفسك أي رفض للجواب ولا مناقشة ممكنة لما يأتيك من الجواب.
والثالث: أن تقبل الجواب وتعتبره نعمة الله الكبرى عليك أن كلمك الله وأجابك،

هذه الأمور الثلاثة كحد أدنى ضرورية لتكون أنت فعلاً قد استخرت الله.
أمّا أن يأتي شخص وهو متردّد في قبول جواب الله له ثم يستخير ويعتبر أن ما فعله استخارة، فالحق إنّ مثل هذا الشخص ربما ينعم عليه الله الكريم ويجيبه ولكن يا له من خزي لهذا وأمثاله وهو لا يرضى أن يستشيره أحد ثم يذهب لخلاف مشورته وكأنه استشاره ليخالف قوله، فكيف يرضى أن يفعل هذا مع الله سبحانه، والله إنّ هذا لأمر عظيم وتجرّأ كبير على الله سبحانه وتعالى، ومع هذا الخبث الصادر من الناس فأنّ الله يعاملهم برأفة ورحمة.

المصدر: الجواب المنير ج3 س236 ج23 – السيد أحمد الحسن (ع)
إنّ شخصاً كان يزعم أنه يستخير الله طول حياته ويعمل بخيرة الله له، وكان قد استخار سبع مرات على اتباع السيد أحمد الحسن (ع)، وظهرت له سورة يس وكانت جيدة جداً، ولكنه تردّد في العمل بها هذه المرة !!
حجّته في ذلك: إنه وبعد أن خرجت الاستخارة سبع مرات على أحمد الحسن جيدة، ذهب واستخار الله على اتباع غيره وأنه هو اليماني، فخرجت جيدة أيضاً !!
عن مثل هؤلاء سألت السيد أحمد الحسن، فأجاب (ع):
[ هؤلاء الأشخاص مساكين، فأنتم بيّنوا لهم الأدلة واحداً تلو الآخر، بيّنوا لهم كيف أنّ الوصية تكون حجة قطعية لمن يطلب الحق، ولا يعذر عند الله من يعرض عنها.
وأما صاحب الاستخارة وأمثاله، فهو طلب أن يخبره الله عن أحمد الحسن فأخبره الله، فشكّ بكلام الله وأعرض عن كلام الله وطلب هواه، فاستخار على غيره؛ لأنّ هذا يوافق هواه، فوكله الله إلى نفسه.
فاستخارته على غير من خار الله له باتباعه هي استخارة للشيطان وليست استخارة الله، فهو قد استخار الله وكلّمه الله وأجابه بكتابه القرآن، فأعرض عن كلام الله وطلب هواه وما تهواه نفسه الأمّارة بالسوء.
من يستخير الله ويخبره الله ويشهد له بكتابه أنّ أحمد الحسن حق، كيف يكفر بإخبار الله له وبشهادته !!
وماذا بعد كل هذا غير جهنم التي يطلبها وينتظرها بهذا الإعراض ؟!
أيعقل أنه يسأل الله، ثم لما لم يعجبه الجواب عاد وسأل وأجابه الله، وعاد، وأجابه الله، وكرّر ذلك سبع مرات، فلما وجد الأمر لا ينفعه؛ لأنّ هذا طريق ذات الشوكة والقلة، ذهب إلى أن يستخير هل أن فلاناً هو اليماني ؟!!
طيب هل جواب الله وشهادته لعبة (والعياذ بالله) عندما لا يعجبه الجواب يذهب ليسأل عن فلان ؟
هل يستهزؤون بالله، هل يُلام الله لما يوكله إلى نفسه ولما تطلبه نفسه وهواه، وماذا ينتظر غير جهنم بفعله هذا !!
وإذا كانت الأدلة لا تنفعهم، وجواب الله لا ينفعهم، فماذا ينفعهم ؟
حسبنا الله ونعم الوكيل ].

المصدر: كتاب مع العبد الصالح ج2