قال الشيخ جعفر سبحاني في كتابه المناهج التفسيرية:
«نشر جارلز داروين كتابه “تحوّل الأنواع” عام 1908م فأثبت فيه وفق تحقيقاته انّ الإنسان هو النوع الأخير من سلسلة تطور الأنواع، وانّ سلسلته تنتهي إلى حيوان شبيه بالقردة، فذكر آباءه وأجداده بصورة شجرة خاصة مترنماً قول الشاعر:
أُولئك آبائي فجئني بمثلهم…
كان لنشر هذه النظرية ردّ فعل سيّئ في الأوساط الدينية دون فرق بين الأوساط المسيحية والمسلمة واليهودية الذين اتّفقوا على أنّ الإنسان كائن إبداعي وانّ سلسلته تنتهي إلى آدم أبي البشر الذي خُلق بهذه الصورة من دون أن يكون له صلة بسائر الحيوانات.
ثمّ إنّ بعض السُّذَّج من الناس اتّخذوا تلك الفرضية ذريعة لتعارض العلم والدين وفصله عن الآخر، فزعموا انّ منهج الدين غير منهج العلم، فربما يجتمعان وربما يفترقان.
وهناك من لم يؤمن بفصل العلم عن الدين فحاول إخضاع القرآن الكريم للفرضية، فأخذ يفسِّر ما يرجع إلى خلقة الإنسان في سور مختلفة على وجه ينطبق على تلك الفرضية.
هذا وكان السجال حاداً بين المتعبّدين بالنص والمتأوّلين له إلى أن أثبت الزمان زيف الفرضية والفروض التي جاءت بعده حول خلقة الإنسان».
المصدر (السبحاني – المناهج التفسيرية): ص46.

ويقول السيد أحمد الحسن في كتابه وهم الإلحاد:
الشيخ جعفر – هداه الله إلى الحق – يبدو أنه يحب المزاح فكتب (أُولئك آبائي فجئني بمثلهم)، وهو غير ملتفت إلى أن هؤلاء الآباء كما سماهم شيخ جعفر هم سلف جسماني مشترك بينه وبين عالم الأحياء تشارلز دارون لا محالة،
فإن ثبت أنهم سلف دارون فهم سلف جعفر سبحاني وسلف كل إنسان على هذه الأرض،
وإن لم يثبت أنهم سلف أو آباء الشيخ جعفر سبحاني فهم أيضاً ليسوا سلف أو آباء دارون،

ومسألة الإثبات من عدمه مسألة علمية ولا أظن أن الشيخ جعفر وأقرانه من مراجع الشيعة الآخرين لديهم القدرة العلمية للخوض فيها ومناقشتها علمياً، فشيخ جعفر كتب سطراً عن نظرية دارون مليء بالأخطاء
حيث قال:
(نشر جارلز داروين كتابه “تحوّل الأنواع” عام 1908م)
في حين أن تشارلز دارون توفي عام 1882م،
ولا يوجد لدى تشارلز دارون أي كتاب اسمه “تحول الأنواع”،
فتشارلز دارون لديه كتاب اسمه “أصل الأنواع” نشره عام 1859، وهذا الكتاب لم يتعرض فيه لأصل الإنسان، وكتاب دارون الذي تعرض فيه إلى أصل الإنسان هو كتاب آخر اسمه: نشأة الإنسان والانتقاء الجنسي (The Descent of Man)، وفي هذا الكتاب تعرض لنشأة الإنسان وعلاقته بالقردة العليا.

حقيقة لا أدري ما أقول، والأفضل أن أترك التعليق للقارئ.