الإرسال حتمي في كل زمان؛ لأن
به يتحقق الغرض من الخلق وهو المعرفة،
وبه يتحقق إنفاذ إرادة المالك الحقيقي في ملكه، حيث يقوم المرسل أو الخليفة بهذه المهمة أو الوظيفة،
كما أنه بالإرسال نفسه تقام الحجة ويقطع العذر حتى وإن كان الرسول أو الخليفة في بعض الأزمنة مجمّداً ولا يؤمر بالتبليغ لعدم وجود القابل،

فعلة الإرسال التي لا تتخلف في كل زمان هي قطع العذر، حيث إنها علة قائمة دائمة في حال وجد القابل أم لم يوجد ﴿لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ﴾ [النساء: 165].

بل حتى في حال آمن الناس جميعاً فإنّ إقامة الحجة وقطع العذر تبقى علة قائمة للإرسال؛ لأن معرفتهم وتطبيقهم يعتريها النقص بسبب تقصيرهم، وبهذا يكون وجود الرسول حجة قائمة عليهم.

المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)