عن أبي عبد الله (ع)، قال: (إذا قام القائم (ع) جاء بأمر جديد، كما دعا رسول الله (ص) في بدو الإسلام إلى أمر جديد) الإرشاد للمفيد: ج2 ص384
عندما يقرأ هذه الرواية أي إنسان يطلب الحق فلابد أن يهيأ نفسه لاستقبال أمر جديد غير ما هو مألوف عنده،
بل إنّ بعض الروايات وصفت أمر القائم بالغريب وأصحابه بالغرباء (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء) الغيبة للنعماني ب22 ح1 ص334.

ولكن مع الأسف، كل فئة تريد أن يأتي الإمام (ع) وفق ما تريد هي وبحسب الخطة التي قرّروها لقيامه (ع)،
بل ولابد أن يأتي الإمام (ع) عن طريق من قرّروا أتباعه، وهكذا: ﴿كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ﴾المؤمنون: 53، فإذا جاء الإمام من طريق آخر ﴿قَالُوا لَوْلا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ﴾الزخرف:31.

وإذا جاء بخطّة لم تخطر ببالهم وبأمر جديد فهذا لا يكون الإمام عندهم، ولابد أن يواجه بالتكذيب والسخرية والاستهزاء، وكأنّ قوله تعالى: ﴿ يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ﴾ يـس:30، لم يقرع أسماعهم ولا يعنيهم، وهكذا حتى ينتهي بهم الأمر إلى قتال الإمام المهدي (ع).

السيد أحمد الحسن (ع)

1 رجب 1426 هـ.ق.

    التصنيفات: أدلة الدعوة