الله يهب ويعطي، وعطاؤه دائماً ابتداء وليس لأحد مِنَّة عليه ولا حتى عمل يحسب حقيقة له، بل الله من فضله يعاملنا هكذا، فنحن نعمل بحوله وقوته وتوفيقه وتسديده وعصمته، ومع هذا يوجب لنا الأجر ويعتبرنا محسنين، وهذا بفضله سبحانه، أما بالعدل فليس لنا من الأمر من شيء، اللهم إلا الاختيار، فمن اختار الله نجا، فالصلب فضل من الله ونعمة كبرى.
فبالنسبة لمن يعرف الله يعرف أن تفضل الله عليه أن يكلفه بعمل، هو أمر عظيم ونعمة عظيمة تحتاج إلى شكر هو عاجز عن أدائه، أما ماذا تفضل الله على المصلوب فقد تفضل عليه الله من قبل ومن بعد بنعم كبرى وأعظمها هي ما كانت خالصة لله وعملاً خالصاً لله كالصلب في سبيل الله.
أحمد الحسن
ذو الحجة/ 1430 هـ
المصدر: كتاب الجواب المنير ج5 س421