“All but two (CERV 1/PTERV1 and CERV 2) of the 42 families of chimpanzee endogenous retroviruses were found to have orthologs in humans”
«وُجِد ان لكل الـ 42 فصيلة من الفيروسات القهقرية داخلية المنشأ ERV (Endogenous Retroviruses) عند الشمبانزي ارثولوغات (Orthologs) مع الانسان ما عدا اثنان منهم وهم CERV 1/PTERV1 و CERV 2»(4).
بحث للبروفيسور جون مكدونالد (5).
ولتوضيح هذه المسألة وكيف أنها دليل على التطور لنتصور أن هناك شريط تسجيل لأحداث حياة النوع الإنساني وبقية القردة العليا وعندما قرأنا هذا الشريط وجدنا أن الجميع يحملون نفس الإشارات على إصابات معينة تركت فيهم آثاراً قبل ملايين السنين، فلا يوجد تفسير لوحدة هذه الآثار غير أنها أصابت أصلاً مشتركاً لهذه الأنواع اليوم، وإلا فمن شبه المستحيل بحساب الاحتمالية أن يصابوا بنفس هذا الكم والنوع من الإصابات ويحصلون على نفس الآثار وفي نفس الوقت وفي نفس المكان.
مثال للتقريب:
لنفرض أن لدينا شخصين هما (س) و(ص)، ولدينا سجلات فيها تاريخ سلف كل واحد منهما وقمنا بمراجعة هذا التاريخ فوجدنا التالي:
إن أحد أجداد (س) ولنفرض أنه المئة قد جرح بجرح طوله سنتمتر واحد، في موضع كذا، في ذراعه الأيمن، في تاريخ كذا.
إن أحد أجداد (ص) وتسلسله المئة أيضاً قد جرح بجرح طوله سنتمتر واحد أيضاً، في نفس الموضع في ذراعه الأيمن، وفي نفس التاريخ.
ووجدنا أن أحد أجداد (س) ولنفرض أنه السبعون قد ضربت عينه اليسار فصار أعوراً في تاريخ كذا.
ووجدنا أن أحد أجداد (ص) وتسلسله السبعون أيضاً قد ضربت عينه اليسار فصار أعوراً في نفس التاريخ.
وهكذا تكررت هذه الأحداث المشتركة المتطابقة تماماً بين أجدادهما عشرات المرات.
فالآن، أي شخص يطلع على هذا التاريخ سيحكم أن هؤلاء الأجداد عبارة عن نفس الأشخاص، وأنهم سلف مشترك يربط بين هذين الشخصين (س) و(ص).
والحقيقة إن أدلة علم الجينات على التطور كثيرة، ولست هنا بصدد استقصائها جميعاً، ولهذا سأختم بترك أحد علماء الجينات يتكلم عن بعض الأدلة التي وجدها بنفسه أثناء دراسته للخريطة الجينية للإنسان وبعض الثديات والكائنات الأخرى وهو الدكتور فرانسيس كولنز(6) :
“When I contracted malaria in West Africa in 1989, that was despite having taken the recommended prophylaxis (chloroquine). Randomly occurring natural variations in the genome of the malarial parasite, subjected to selection over many years of heavy use of chloroquine in that part of the world, had ultimately resulted in a pathogen that was resistant to the drug, and therefore spread rapidly. Similarly, rapid evolutionary changes in the HIV virus that causes AIDS have provided a major challenge for vaccine development, and are the major cause of ultimate relapse in those treated with drugs against AIDS. Even more in the public eye, the fears of a pandemic influenza outbreak from the H5N1 strain of avian flu are based upon the high likelihood that the current strain, devastating as it already is to chickens and a few humans who have had close contact with them, will evolve into a form that spreads easily from person to person. Truly it can be said that not only biology but medicine would be impossible to understand without the theory of evolution.”
«عندما أُصبت بالملاريا في غرب افريقيا في 1989، حصل ذلك مع اني اخذت الوقاية اللازمة (الكلوروكين). ان التغيرات الطبيعية والعشوائية التي حدثت في جينوم طفيلي الملاريا نتيجة للانتقاء عبر سنين طويلة من استخدام الكلوروكين في ذلك الجزء من العالم اسفرت عن مسبب مرض مقاوم للعقار، وبالتالي انتشر بسرعة. وبنفس الطريقة هناك تغييرات تطورية سريعة في فايروس الHIV المسبب لمرض الايدز وضعت عوائق كبيرة أمام تطوير اللقاح، وهي السبب الرئيسي لعدم نجاح العقارات المضادة للايدز. وأكثر من هذا على الساحة العامة هو أن المخاوف من انتشار مرض انفلونزا وبائي بسبب سلالة فيروس H5N1 (المسبب لانفلونزا الطيور) مستندة على الاحتمال العالي أن السلالة الحالية (المدمرة للدجاج وللأشخاص المسؤولين عن تربيتها) ستتطور الى شكل ينتشر بسهولة من شخص لآخر. بالفعل يمكن القول بأنه ليس فقط علم الأحياء وإنما علم الطب أيضا يستعصى فهمه من دون نظرية التطور………………………».
“The study of genomes leads inexorably to the conclusion that we humans share a common ancestor with other living things.”
«دراسة الجينوم يؤدي لامحالة الى الاستنتاج باننا (البشر) و الاحياء الاخرى ننحدر من نفس السلف………………..».
“This evidence alone does not, of course, prove a common ancestor; from a creationist perspective, such similarities could simply demonstrate that God used successful design principles over and over again. As we shall see, however, and as was foreshadowed above by the discussion of “silent” mutations in protein-coding regions, the detailed study of genomes has rendered that interpretation virtually untenable—not only about all other living things, but also about ourselves.”
«من وجهة نظر المتدينين، فان هذه الادلة لوحدها لا تكفي طبعا لاثبات الاصل المشترك بين المخلوقات وهذا التشابه (الجيني) يمكن ان يعزى الى استخدام الخالق لتصميم ناجح لعدة مرات. لكن سنرى, وكما تم التمهيد له في اعلاه في مناقشة “الطفرات الصامتة ” “silent mutations في الاجزاء المرمزة للبروتين فان دراسة الجينوم التفصلية جعلت هذا التفسير (الذي يتبناه الدينيين) لا يمكن الدفاع عنه ليس فيما يخص الاحياء الاخرى بل حتى بالنسبة للإنسان».
“As a first example, let us look at a comparison of the human and mouse genomes, both of which have been determined at high accuracy. The overall size of the two genomes is roughly the same, and the inventory of protein-coding genes is remarkably similar. But other unmistakable signs of a common ancestor quickly appear when one looks at the details.”
«كمثال على ذلك، لنطلع اولا على مقارنة جينوم الانسان مع جينوم الفارة، وقد تم تحديد كل منهما بدقة عالية. الاثنين متقاربين في حجم الجينوم عموما كما ان المخزون من الجينات المرمزة للبروتين مثماثل في الاثنين. كما ان النظر في تفاصيل الجينوم يدلل بصورة لا تقبل الشك على الاصل المشترك بين الاثنين…………………………».
“Unless one is willing to take the position that God has placed these decapitated AREs in these precise positions to confuse and mislead us, the conclusion of a common ancestor for humans and mice is virtually inescapable. This kind of recent genome data thus presents an overwhelming challenge to those who hold to the idea that all species were created ex nihilo”
«من لا يقبل بالقول ان الله وضع هذه العناصر المتكررة القديمة في تلك المواضع لارباكنا واضلالنا فانه لا مناص له من الخلاص الى وجود اصل مشترك للانسان والفئران. كما ان نوعية المعلومات التي تم استحصالها مؤخرا عن الجينوم تشكل تحدي كبير امام من يقول ان المخلوقات خلقت مباشرة من العدم……………………».
“When one compares chimp and human, occasional genes appear that are clearly functional in one species but not in the other, because they have acquired one or more deleterious mutations.”
«عندما يقارن المرء الشمبانزي والإنسان، تظهر أحياناً جينات تعمل بوضوح في احدهم ولكن ليس في الآخر، وذلك لان هذه الجينات تعرضت لضرر من خلال احد الطفرات الوراثية على الأقل».
“The human gene known as caspase-12, for instance, has sustained several knockout blows, though it is found in the identical relative location in the chimp. The chimp caspase-12 gene works just fine, as does the similar gene in nearly all mammals, including mice. If humans arose as a consequence of a supernatural act of special creation, why would God have gone to the trouble of inserting such a nonfunctional gene in this precise location?”
«الجينات البشرية المعروفة باسم كاسباس 12، على سبيل المثال، قد تكبد عدة ضربات قاضية ولكنها وجدت في مكان مطابق نسبيا في الشمبانزي. جين الشميانزي كاسباس 12 يعمل بصورة جيدة كما هو حال نظيرة في جميع الثدييات تقريبا بضمنها الفارة. لو كان الانسان نشأ كنتيجة فعل خارق لخلق خاص فلماذا يضع الله هذه الجينات الغير فعالة في هذه المواقع الدقيقة؟»(7).
وبعد أن يسرد عالم الجينات فرانسيس كولينز الأدلة التي وفرها علم الجينات لإثبات نظرية التطور يعلق قائلاً:
“At this point, godless materialists might be cheering. If humans evolved strictly by mutation and natural selection, who needs God to explain us? To this, I reply: I do.”
«الملاحدة هنا قد يكونون في نشوة. فاذا كان الانسان تطور من خلال الطفرات الوراثية والانتقاء الطبيعي فمن يحتاج الله ليعلل وجودنا كبشر؟ وانا اجيب على هذا…. انا احتاج الله ليعلل ذلك».
“The comparison of chimp and human sequences, interesting as it is, does not tell us what it means to be human. In my view, DNA sequence alone, even if accompanied by a vast trove of data on biological function, will never explain certain special human attributes, such as the knowledge of the Moral Law and the universal search for God. Freeing God from the burden of special acts of creation does not remove Him as the source of the things that make humanity special, and of the universe itself. It merely shows us something of how He operates.”
«مقارنة الترتيب الجيني عند الانسان والشمبانزي لا تخبرنا ماذا يعني ان تكون انسانا؟ بالنسبة لي فان ترتيب الحامض النووي بحد ذاته (حتى لو يرافقه كم هائل من المعلومات عن الوظائف البايلوجية) سوف لن يبين سمات الانسان الخاصة مثل معرفته بالقانون الاخلاقي وسعيهم جميعا للبحث عن الله. اعفاء الله من ممارسة الخلق لا يلغي كونه مصدر الاشياء والتي تجعل من الانسان مميز. هذا ببساطة يبين لنا شي من تدبيره»(8).
____________________
(4) . المصدر: (McDonald et al., Identification, characterization and comparative genomics of chimpanzee endogenous retroviruses ) متاح على:
http://genomebiology.com/2006/7/6/R51
(5) . د. جون مكدونالد – دكتوراه في علم الجينات جامعة كاليفورنيا:
http://www.biology.gatech.edu/people/publications/john-mcdonald
(6) . د. فرانسيس كولنز (14 – 4 – 1950 م) عالم جينات أمريكي قاد مشروع الجينوم البشري، وهو كعالم جينات يؤمن بصحة نظرية التطور، وفي نفس الوقت يؤمن بوجود الله وألف أكثر من كتاب في محاولة للدفاع علمياً عن اعتقاده بوجود الله.
(7) . المصدر: (Collins, Language of God) Excerpts from Chapter 5. لغة الله – فرانسس كولنز – مقاطع مختارة من الفصل الخامس.
(8) . المصدر (Collins, Language of God) Excerpts from Chapter 5. لغة الله – فرانسس كولنز – مقاطع مختارة من الفصل الخامس.
المصدر: كتاب وهم الإلحاد – السيد أحمد الحسن