….ورغم بعث عدد كبير من الأنبياء والأوصياء فيهم فقد تمكن في النهاية علماء الضلال من حرفهم عن المنهج الإلهي ، فجعلوهم يصنمون علماء الضلال ابتداءً من خلال بدعة عقيدة التقليد أو بدعة وراثة علماء الضلال للأنبياء والأوصياء (ع)، وبالنتيجة التجؤوا إلى صنمية علماء الدين واتباعهم اتباعاً أعمى، حتى وضعوا لهم عقائد فاسدة وأحلوا لهم ما حرم الله وحرموا ما أحل الله فعبدوهم من دون الله.
والشيعة بسبب الأئمة ومحاربتهم التحريف لم يتمكن بعض العلماء غير العاملين من جرف الدين إلى صنمية صريحة،
ولكنهم تمكنوا بعد الأئمة (ع) من الالتفاف، حتى أعادوا الصنمية بصورة أخرى من خلال صنمية علماء الضلال الذين أمسوا اليوم وللأسف صنماً يعبد من دون الله بواسطة بدعة عقيدة التقليد، ليجعلوا الناس تنقاد لهم كالبهائم دون تفكر أو بحث عن حقيقة ما يدعون ويفتون ويشرعون ويحرفون الكتاب ويضعون عقائد صنمية ما أنزل الله بها من سلطان.
وقد نهى الأئمة (ع) عن تقليد غير المعصوم كما نهى الأنبياء والأوصياء (ع) من قبلهم،
وبينوا أن تقليد غير المعصوم منهج صنمي سلكه علماء الضلال في الأمة اليهودية سابقا بعد الأنبياء (ع)،
ونهوا شيعتهم من اتباع من سيسلكون هذا المنهج اليهودي الصنمي المنحرف،
قال الصادق (ع) (إياكم والتقليد فإنه من قلد في دينه هلك، إن الله تعالى يقول اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ فلا و الله ما صلوا لهم ولا صاموا ولكنهم أحلوا لهم حراماً وحرموا عليهم حلالاً، فقلدوهم في ذلك فعبدوهم وهم لا يشعرون) تصحيح الاعتقاد – للشيخ المفيد ص : 73.
المصدر: كتاب التوحيد – السيد أحمد الحسن (ع)