بعض الكلمات في التوراة والإنجيل
التي توهم بعضهم أنها تعني أن اللاهوت المطلق يحل في عوالم الخلق بإنسان وبيان حقيقتها
◄في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله. وكان الكلمة الله
في كتاب لاهوت المسيح لشنودة الثالث (بابا الأرثذوكس)، قال شنودة الثالث:
الفصل الأول: لاهوته من حيث مركزه في الثالوث القدوس – هو اللوجوس (الكلمة).
( ( يو1: 1) ” في البدء كان الكلمة والكلمة عند الله. وكان الكلمة الله “، وهنا الحديث عن لاهوته واضح تماماً).
الرد:
قد بينت في هذا الكتاب أن عيسى (ع) عبد وليس لاهوتاً مطلقاً،
وسيأتي فصل الخطاب ومن آية محكمة ثابتة من الإنجيل[1]،
وبالتالي هذا النص وغيره لا يصح تفسيره وفهمه بتكلف على أن عيسى (ع) هو لاهوت مطلق حيث ثبت كما تقدم أن عيسى (ع) أو يسوع (ع) لا يمكن أن يكون نوراً لا ظلمة فيه، بل هو نور وظلمة
وما كان هذا حاله فهو مخلوق محتاج فقير إلى اللاهوت المطلق سبحانه.
تفسير هذا النص:
(في البدء كان الكلمة): اللاهوت المطلق سبحانه لا بداية له ليقال في البدء، بل الذي في البدء هو المخلوق، إذن فيسوع (عيسى (ع)) مخلوق وهذه الآية تبين بوضوح أنه مخلوق،
نعم يمكن أن يقال إن المراد هنا المخلوق الأول أو العقل الأول فيتم نقاش هذا الأمر، هل أن يسوع (عيسى (ع)) هو الكلمة الأولى ؟ أم أن يسوع (عيسى (ع)) كلمة من كلمات الله المتأخرة عن الكلمة الأولى ؟
(والكلمة عند الله): اللاهوت المطلق حقيقة غير مركبة والقول بتركيبها أو ما يلزم من قوله تركيبها باطل،
فالاعتقاد بأن المراد بقوله (والكلمة عند الله) أن الكلمة هي اللاهوت المطلق نفسه يعني أن اللاهوت المطلق مركب.
أما الاعتقاد بأن الكلمة هي الله – أي هو هي وهي هو بلا تمايز – مع أنه غير مركب يجعل هذا القول سفيهاً وخالياً من أي حكمة، فلا معنى للقول بأن الشيء عند نفسه.
[في الحقيقة هم لا يعتقدون بهذا، بل يعتقدون بالتمايز ولكن لكثرة تخبطهم وأقوالهم واختلافاتهم في محاولة ترقيع الخلل في عقيدة اللاهوت عندهم اضطررت أن أرد على ما قالوا وما يحتمل أن يقولوا].
(وكان الكلمة الله): هنا موضع الشبهة وهنا المتشابه الذي وقع فيه شنودة كما وقع فيه من كان قبله،
والحقيقة بعد أن تبين أن الكلمة هو مخلوق ولا يمكن أن يكون هو نفسه اللاهوت المطلق فلم يبقَ إلا أن الله هنا ليس هو اللاهوت المطلق، بل المراد الله في الخلق أي صورة الله كما ورد في التوراة أو العهد القديم،
(26 وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا) التكوين–الاصحاح1،
(فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه) التكوين–الاصحاح1.
______________
[1] (وأما ذلك اليوم وتلك الساعة فلا يعلم بهما أحد ولا الملائكة الذين في السماء ولا الإبن إلا الآب) مرقس13.
المصدر: كتاب التوحيد – السيد أحمد الحسن (ع)
نعم، فالله مع الشعب المؤمن الموالي لخليفة الله في كل زمان.
(وهذا كله كان لكي يتم ما قيل من الرب بالنبي القائل. 23 هو ذا العذراء تحبل وتلد ابنا ويدعون اسمه عمانوئيل الذي تفسيره الله معنا)متي:الاصحاح1.
خليفة الله في أرضه هو ممثل الله، وإذا كان هو يد الله ووجه الله فهو الله في الخلق، ولكنه ليس لاهوتاً مطلقاً بل هو مخلوق فقير محتاج وهو ليس نوراً لا ظلمة فيه بل هو نور وظلمة.
وحتى لو قبل كل ما أضيف إلى العهد الجديد من رسائل وأعمال لن يتمكن العلماء غير العاملين من إثبات أن إنساناً هو لاهوت مطلق، إلا إنهم يتبعون ما تشابه عليهم معناه ويأولونه بما يوافق أهواءهم، وإلا فهو معارض في نفس هذه الرسائل والأعمال بما لا يقبل الشك ومحكم وبين أن عيسى (ع) أو يسوع (ع) عبد مخلوق بل ومعارض بالعهد القديم الذي يؤمنون به وبأقوال كل الأنبياء السابقين الذين يدعون الإيمان بهم،
ولم يدعِ عيسى (ع) (يسوع) ولا ادعى له الأوائل أنه لاهوت مطلق، بل إن الأمر طارئ وجاء بعد مئات السنين وثبت في مجمع نيقية عام 325 م .
وقد عارضه كثيرون في حينها، وبعد أن تم إقراره في مجمع نيقية وإلى اليوم هناك من المسيحيين من لا يقبل به ولا يقر بهذا الانحراف العقائدي.
المصدر: كتاب التوحيد – السيد أحمد الحسن (ع)
(1 بولس رسول يسوع المسيح بحسب أمر الله مخلصنا وربنا يسوع المسيح رجائنا 2 إلى تيموثاوس الابن الصريح في الإيمان نعمة ورحمة وسلام من الله أبينا والمسيح يسوع ربنا)رسالة تيموثاوس الاولى-الاصحاح1.
(16 وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أومن به في العالم رفع في المجد) رسالة تيموثاوس الاولى الاصحاح3.
أولاً الأصحاح الأول من الرسالة لم يعطِ عيسى (ع) غير صفة الربوبية وهي صفة لا إشكال أن يتصف بها نبي ورسول فهم (ع) مربو الناس وأولى بهذه الصفة من الأب الذي يتصف بها ويسمى نسبة لأسرته رباً.
بل أيضاً بين الأصحاح أن الإرسال لا يكون إلا بأمـر الله سبحانه، وأن عيسى مأمـور (بحسب أمر الله)، إذن عيسى (ع) مأمور ويأتمر بأمر الله هذا يعني أن الله أعلى وأعلم وأقدر منه فيثبت أن عيسى (ع) يحتاج لغيره ويعتري صفحة وجوده النقص، وإلا فلا معنى لأن يكون مأموراً وهو كامل مطلق فهذا مخالف للحكمة فماذا يمكن أن ينتفع الكامل المطلق من سواه ؟!
أما ما ورد في هذه الرسالة نفسها في الأصحاح الثالث فالمفـروض – بعد أن افتتحت بما رأينا – أن يفهم من ظهور الله في الجسد هو تماماً كظهوره في كل العوالم المخلوقة وتجليه فيها وظهورها به سبحانه،
نعم هناك خصوصية لهذا القول هنا؛ لأنه يعني أن عيسى مثل (طلعة الله في ساعير) أي إنه يد الله ووجه الله وصورة الله ، ولكنه عبد مخلوق وليس الله سبحانه وتعالى
هناك فرق كبير بين الحقيقة والصورة تماما كالفرق بين الشيء واللاشيء.
فالله كما بينت سابقاً تجلى في عوالم الخلق وظهر فيها وأظهرها، وليس هذا يعني أنه حل بها أو أنها أصبحت لاهوتاً مطلقاً أو أن بعضها ممكن أن يكون لاهوتاً مطلقاً مهما عظم نوره؛ لأنه يبقى مخلوقاً ويبقى نوراً مختلطاً بالظلمة، فأعلى مرتبة يمكن أن يرتقيها الإنسان هي أن يكون الله في الخلق ﴿….. يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ …..﴾ النور:35،
يكاد يضيء من نفسه – ولهذا اشتبه على إبراهيم (ع) الأمرابتداءً حتى عرفه الله الحقيقة* – ولكن أبداً لايضيء من نفسه.
والحديث القدسي عن الله سبحانه وتعالى: (لم تسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن) بحار الانوار:ج55 ص39 ،
أي أنه يكون وجه الله ويد الله كما ورد في القرآن : ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ﴾ الفتح:10، ﴿وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْأِكْرَامِ﴾ الرحمن:27.
وكما هو واضح في نصوص التوراة والإنجيل المتقدمة.
المصدر: كتاب التوحيد – السيد أحمد الحسن (ع)
* [والحقيقة أنّ محمداً وآل محمد حيرت أنوارهم القدسية أصحاب العقول التامة من الأنبياء العظام والملائكة الكرام، حتى ظنوا أنهم (ع) الملك العلام سبحانه.
فإبراهيم (ع) لما كُشف له ملكوت السماوات، ورأى نور القائم (ع) قال: هذا ربي، فلما رأى نور علي (ع) قال: هذا ربي، فلما رأى نور محمد (ص) قال: هذا ربي، ولم يستطع إبراهيم (ع) تمييز أنهم عباد إلا بعد أن كشف له عن حقائقهم، وتبيَّن أفولهم وغيبتهم عن الذات الإلهية، وعودتهم إلى الأنا في آنات. وعندها فقط توجه إلى الذي فطر السموات، وعلم أنهم (ع) (صنائع الله والخلق بعد صنائع لهم) كما ورد الحديث عنهم (ع).
ولإبراهيم (ع) العذر، فقد ورد في دعاء أيام رجب عن الإمام المهدي (ع) في وصف محمد وآل محمد (ع): (لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك)، فسبحان ربك رب العزة عما يصفون، وسلام على محمد وآل محمد الطاهرين، والحمد لله رب العالمين].
[لا يخفى أن معرفة إبراهيم (ع) لهم صلوات الله عليهم بحسبه هو، لا انه عرفهم معرفة حقيقية، وهل بعد قول رسول الله (ص) لعلي (ع): ( يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، ولا عرفني إلا الله وأنت، ولا عرفك إلا الله وأنا) مستدرك سفينة البحار للنمازي : ج7 ص182، مجال للشك والتوهم في أن إبراهيم (ع) عرفهم بتمام حقائقهم ؟!]
المصدر: كتاب المتشابهات ج1 س7 – السيد أحمد الحسن (ع)
(21 وفي تلك الساعة تهلل يسوع بالروح وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك. 22 والتفت إلى تلاميذه وقال كل شيء قد دفع إلي من أبي. وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له. 23 والتفت إلى تلاميذه على انفراد وقال طوبى للعيون التي تنظر ما تنظرونه. 24 لأني أقول لكم إن أنبياء كثيرين وملوكا أرادوا أن ينظروا ما أنتم تنظرون ولم ينظروا وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا) لوقا الاصحاح10.
(1 قدموا للرب يا أبناء الله قدموا للرب مجدا وعزا. 2 قدموا للرب مجد اسمه. اسجدوا للرب في زينة مقدسة) مزامير-المزمور29.
(ولما رأى الجموع صعد إلى الجبل. فلما جلس تقدم إليه تلاميذه. 2 ففتح فاه وعلمهم قائلاً. 3 طوبى للمساكين بالروح. لأن لهم ملكوت السموات. 4 طوبى للحزانى. لأنهم يتعزون. 5 طوبى للودعاء. لأنهم يرثون الأرض. 6 طوبى للجياع والعطاش إلى البر. لأنهم يشبعون. 7 طوبى للرحماء. لأنهم يرحمون. 8 طوبى للأنقياء القلب. لأنهم يعاينون الله. 9 طوبى لصانعي السلام. لأنهم أبناء الله يدعون. 10 طوبى للمطرودين من أجل البر. لأن لهم ملكوت السموات. 11 طوبى لكم إذا عيروكم وطردوكم وقالوا عليكم كل كلمة شريرة من أجلي كاذبين. 12 افرحوا وتهللوا. لأن أجركم عظيم في السموات. فإنهم هكذا طردوا الأنبياء الذين قبلكم)متي الاصحاح5.
هذه الكلمات التي جاءت في التوراة أو الإنجيل واشتبهت في موارد على جاهلها وتأولها العلماء غير العاملين – ليدعوا بنوة إنسان لله سبحانه أو ليدعوا الألوهية المطلقة لإنسان – لا تعني بأي شكل من الأشكال ألوهية إنسان ألوهية مطلقة، بل هي بمجموعها تنفي البنوة الحقيقية لأي إنسان
[لأن بعضها تسمي جماعة بأنهم أبناء الله فهل يكونون أبناء حقيقيين لله وآلهة على مبنى من اعتبر أن ذكر عيسى في الإنجيل بأنه ابن الله يدل على ألوهيته وبنوته الحقيقية لله ؟ تعالى الله]،
وإذا التفت إليها الإنسان بقلب مفتوح طالباً معرفة الحقيقة كما أرادها الله سبحانه وتعالى الذي خلقه، لرأى أن عيسى (ع) يحمد الله ويثني عليه قبل أن ينطق بهذه الكلمات،
ولو نظر الإنسان بعين الإنصاف لعرف أن هذه الكلمات منطبقة على كل الأنبياء والمرسلين والأوصياء الذين كانوا حجج الله على خلقه وخلفاءه في أرضه،
فكل حجة من حجج الله هو أعرف أهل زمانه بالله فيصدق عليه أنه من يعرف الله دون من سواه من أهل زمانه،
وأيضا يصدق أنه لا يعرف خليفة الله وحجة الله حق معرفته إلا الله الذي خلقه (وليس أحد يعرف من هو الابن إلا الآب ولا من هو الآب إلا الابن ومن أراد الابن أن يعلن له).
وهذا تجده في قول رسول الله محمد (ص) لوصيه علي بن أبي طالب (ع): (يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت، وما عرفني إلا الله وأنت، وما عرفك إلا الله وأنا) مختصر بصائر الدرجات : ص125.
وأيضاً لعرف الإنسان الحقيقة وهي أن الخلق كلهم عيال الله سبحانه وتعالى فهو يرحمهم كما يرحم الأب أبناءه، بل هو أرحم بالخلق من الأم بولدها الوحيد
وأكيد إن المخلصين من الأنبياء والأوصياء والأولياء (ع) أحب الخلق إلى الله سبحانه، فهم أولى بأن يكون الله سبحانه وتعالى أباهم بهذا المعنى،
ولأنهم أطاعوه ولم يعصوه سبحانه كما يطيع ويبر الابن الصالح أباه فيصح أنهم أبناء الله بهذا المعنى،
وهم ليسوا لاهوتاً مطلقاً بل عباد مكرمون؛ لأنهم شاكرون ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾الانبياء:26.
﴿لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ﴾الزمر:4.
وقد بين القرآن أنهم (ع) ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ﴾، أي أنهم الله في الخلق، أي تجلي الله وصورة الله كما في الحديث عنهم (ع):
(أن الله خلق آدم على صورته) التوحيد للصدوق:ص103 ، (26 وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا)التكوين الاصحاح1، وليسوا الله سبحانه وتعالى
وبالتالي فإن النظر إليهم هو نظر إلى الله ومعاينتهم هي معاينة الله،
وفي الإنجيل: (طوبى للأنقـياء القلب. لأنهم يعاينون الله. 9 طوبى لصانعي السـلام. لأنهم أبناء الله يدعون).
وفي القرآن تجد نفس الكلام ﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ﴾ القيامة:22–23،
عن أبي الصلت الهروي عن الإمام الرضا (ع)، قال: (قال النبي (ص): من زارني في حياتي أو بعد موتى فقد زار الله تعالى ودرجه النبي (ص) في الجنة أرفع الدرجات، فمن زاره في درجته في الجنة من منـزله فقد زار الله تبارك وتعالى. قال: فقلت له: يا بن رسول الله (ص) فما معنى الخبر الذي رووه: إن ثواب لا اله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى ؟ فقال (ع): يا أبا الصلت من وصف الله تعالى بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله تعالى أنبياؤه ورسله وحججه صلوات الله عليهم، هم الذين بهم يتوجه إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته، وقال الله تعالى: ﴿كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * َيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ﴾، وقال عز وجل:﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ﴾) عيون أخبارالرضا: ج2 ص106.
قال تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾ الزخرف:81.
﴿قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ﴾: أي أن محمداً (ص) أقرب شيء إلى الله سبحانه، وأول مخلوق خلقه الله سبحانه وتعالى، وأول من عبد الله سبحانه وتعالى فلو كان لله سبحانه وتعالى ولد (تعالى الله عن ذلك) لكان محمداً (ص)؛ لأنهم يقولون إن أول ما صدر منه سبحانه وتعالى الولد أو الكلمة،
فمحمد (ص) الذي يقول أنا أقرب الخلق إلى الله سبحانه وتعالى لم يقل أنا ابن انفصل عن الله سبحانه وتعالى، لم يقل أنا لاهوت مطلق، بل قال أنا عبد الله وابن عبد الله ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ﴾ الانبياء:26.
فمن يبحث عن الحقيقة لابد له من تحري الدقة والإخلاص في البحث ليصل إلى الحقيقة وينجي نفسه من سخط الله سبحانه وتعالى
﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَداً * لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَداً * وَمَا يَنْبَغِي لِلرَّحْمَنِ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً﴾ مريم:88–92.
المصدر: كتاب التوحيد – السيد أحمد الحسن (ع)