تقدّمت آيات دلت على سهو المعصوم في مسيرته في الحياة،
وأحاديث وروايات كثيرة نصت على سهو المعصوم في العبادات،
والأصل أن المعصوم أو خليفة الله إنسان ولا يستثنى مما يعرض للإنسان الطبيعي إلا بدليل قطعي، ومن الصفات الإنسانية السهو والنسيان،
إذن فالأصل إمكان سهو المعصوم ونسيانه كأي إنسان إلا ما خرج بدليل؛ كامتناع نسيانه وسهوه في التبليغ عن الله حيث يلزم منه نقض الغرض، فلابد أنْ يذكّره الله في هذا الموضع ويعصمه عن النسيان والسهو فيه حتى يبلغ رسالة الله سبحانه، ﴿إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً * لِيَعْلَمَ أَن قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ﴾[الجن: 27 – 28].
ومرَّ أيضاً أنه لا توجد آية تدل على عدم سهو المعصوم،
ولا توجد روايات كذلك،
ولا يوجد دليل عقلي تام، سوى إشكالات واستحسانات يمكن ردها ببساطة،
فإذن الخلاصة التي يمكن أنْ يتوصل لها أي عاقل أنه
إذا لم تكن كل تلك الأدلة كافية للاستدلال على إمكان سهو المعصوم في الأمور الحياتية والعبادة؛ فإنّ عدم دلالة اللاشيء الذي يتوهمونه على عدم سهو المعصوم مطلقاً أو في العبادة أوجب،
فهم يعتقدون هذه العقيدة بلا دليل من آية محكمة ولا رواية قطعية الصدور والدلالة ولا دليل عقلي تام.
وهذا هو ما توصل له كثير من علماء العقائد ومنهم السيد الخوئي رحمه الله بقوله المتقدم: «القدر المتيقن من السهو الممنوع على المعصوم هو السهو في غير الموضوعات الخارجية».
المصدر: كتاب عقائد الإسلام – السيد أحمد الحسن (ع)