(إنجيل يهوذا… الشاهد للمصلوب أحمد)
وأيضاً فليلتفتوا إلى الوثيقة التاريخية (إنجيل يهوذا) التي بينتها الجمعية التاريخية الدولية وهي إحدى المخطوطات الأثرية التي عثر عليها في مصر وتاريخها يعود إلى بداية القرن الثالث الميلادي، أي قبل الإسلام وقبل بعث محمد، وفي هذه الوثيقة أنّ عيسى لم يصلب بل صلب شخص آخر شبيه له، وما يهمنا هو أنّ مسألة الشبيه عموماً بغض النظر عن المصداق موجودة عند المسيحيين قبل أكثر من ألف وسبعمائة عام، وكما يقول المثل لا يوجد دخان من غير نار، فلو لم يكن للأمر أثر لما ظهر عند المسيحيين الأوائل وفي عقائدهم.
فالسؤال الذي لابد أن يتنبه له المسيحيون ويسألوا أنفسهم عنه هو: من أين أتت هذه الفرقة من المسيحيين القدماء بأن عيسى لم يصلب وأن من صلب هو شبيه له ؟
هل هي مجرد أفكار ؟
وهل هذه المسألة فكرية أم تاريخية نقلية؟
هل يمكن مثلاً القول إنّ هذه الفرقة اعتقدوا أنّ عيسى ع لم يصلب وأنّ من صلب هو شبيه له دون أن يكون هناك نقل تاريخي وصلهم عن طريق بعض من عاشوا زمن الصلب ؟!!!!!
أنصح كل مسيحي حر أن لا يهتم لقول الكنيسة اليوم،
إن من كتبوا هذا الإنجيل أو هذا النص من المسيحيين الأوائل هم فرقة مهرطقة؛ لأن هذه الفرقة أيضاً لو سألتموهم في ذلك الزمان عن عقائد الكنيسة اليوم لقالوا إنها هرطقة،
ولو سألنا اريوس وأتباعه عن الكنيسة اليوم لقالوا إنها مهرطقة،
فشتم الكنيسة كل من يخالفها من المسيحيين بالهرطقة، كما يفعلون اليوم مع شهود يهوا لا يقدم ولا يؤخر ولا يخفي الحقيقة التي تجلت الآن بوضوح، وهي أن ما تقوله الكنيسة اليوم أمر مختلف فيه بين المسيحيين الأوائل، بل ولا يزال مختلف فيه إلى اليوم، وفرقة شهود يهوا المسيحية خير شاهد على هذا الاختلاف اليوم.
والحقيقة الثابتة الآن – فيما يخص الصلب – أن هناك وثيقة تاريخية وقد تم تحليلها من جهات عالمية مختصة بالآثار وبأحدث الطرق العلمية وثبت أنها تعود لبداية القرن الثالث الميلادي، وفيها أن عيسى لم يصلب بل هناك شبيه صلب بدلاً عنه،
فهل سيكتفي المسيحيون بتصريح الكنيسة: إن هذه الوثيقة تعود لفرقة مسيحية قديمة مهرطقة ؟!!!
هل هذا الرد من الكنيسة رد علمي ؟!
أليس مثلاً يمكن أن يقول لهم أي مخالف لماذا لا تكونون أنتم من يهرطق؟!
أليس الصحيح الآن وبعد ظهور هذه الحقائق أن يبحث موضوع الصلب بموضوعية وبعلمية وبعيداً عن التعصب والتقليد الأعمى.
وهذا نص من إنجيل يهوذا (وبحسب ترجمة حققتها الكنيسة مع النص القبطي) يبين بوضوح أنّ عيسى لم يصلب بل هناك من شبه به وصلب بدلاً عنه.
إنجيل يهوذا – المشهد الثالث:
«وقال يهوذا: يا سيد، أيمكن أن يكون نسلي تحت سيطرة الحكام؟ أجاب يسوع وقال له: “تعالَ، أنه أنا [… سطرين مفقودين ..] لكنك ستحزن كثيراً عندما تري الملكوت وكل أجياله”.
وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: “ما الخير الذي تسلمته أنا ؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل.
أجاب يسوع وقال: “ستكون أنت الثالث عشر وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى – ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك [47] إلى الجيل المقدس».
(But you will exceed all of them. For you will sacrifice the man that clothes me)
«ولكنك ستفوقهم جميعاَ لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني.
ويرتفع قرنك حالاً.
ويضرم عقابك الإلهي.
ويظهر نجمك ساطعاً
وقلبك […]».
وفي النص المتقدم:
أولاً: يهوذا يشبه بعيسى ويصلب بدلاً عنه ويضحي بنفسه.
ثانياً: إنّ يهوذا سيأتي في آخر الزمان ليسود .
فلابد أن يكون يهوذا المذكور في بعض نصوص إنجيل يهوذا كالنص المتقدم هو غير يهوذا الاسخريوطي الذي سلم عيسى كما في نهاية إنجيل يهوذا: «واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع ، فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم» إنجيل يهوذا – المشهد الثالث.
ومع الالتفات إلى أنّ كلمة يهوذا تعني بالعربي الحمد أو أحمد أي اسم المهدي أو المنقذ أو المعزي الموعود به في آخر الزمان يتوضح أنّ المراد بيهوذا الآخر الذي شبه بعيسى وصلب بدلاً عنه والذي خاطبه عيسى ع بأنه سيعود ويسود في آخر الزمان هو المنقذ والمعزي والمهدي (أحمد) المذكور في التوراة والإنجيل والقرآن ووصية رسول الله محمد ص.
المصدر: كتاب الحواري الثالث عشر – السيد أحمد الحسن (ع)
◄ إنجيل يهوذا … يبين من هو المصلوب
ماموجود في إنجيل يهوذا وهو إنجيل أثري عثر عليه ويعود تاريخه إلى ماقبل الإسلام فلا يمكن القدح به على أنه ملفق من مسلمين، وبالتالي فهو إنجيل مسيحي وكان متداولاً بين المسيحيين الأوائل، واستنساخ وتداول إنجيل يهوذا بين بعض المسيحيين الأوائل دال على اختلافهم في هوية المصلوب في تلك الفترة، وهذا نص من إنجيل يهوذا يبين أنّ المصلوب ليس عيسى (ع)، بل ويحدد اسم المصلوب وصفاته وصفة ذريته.
إنجيل يهوذا – المشهد الثالث:
«وقال يهوذا: يا سيد، أيمكن أن يكون نسلي تحت سيطرة الحكام؟ أجاب يسوع وقال له: “تعالَ، أنه أنا […سطرين مفقودين..] لكنك ستحزن كثيراً عندما تري الملكوت وكل أجياله”.
وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: “ما الخير الذي تسلمته أنا؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل.
أجاب يسوع وقال: “ستكون أنت الثالث عشر وستكون ملعوناً من الأجيال الأخرى – ولكنك ستأتي لتسود عليهم. وفي الأيام الأخيرة سيلعنون صعودك إلى الجيل المقدس».
(But you will exceed all of them. For you will sacrifice the man that clothes me)
«ولكنك ستفوقهم جميعاً لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني.
ويرتفع قرنك حالاً.
ويضرم عقابك الإلهي.
ويظهر نجمك ساطعاً
وقلبك […]».
وإضافةإلى أنّ النص يبين بوضوح أنّ المصلوب ليس عيسى «ولكنك ستفوقهم جميعاً لأنك ستضحي بالإنسان الذي يرتديني».
فإنه يطرح اسم المصلوب على أنه يهوذا، وأكيد أنّ يهوذا في هذا النص ليس يهوذا الاسخريوطي الخائن الذي ذهب لعلماء اليهود وجاء بالشرطة الدينية للقبض على المصلوب، فيهوذا الذي يصلب بدل عيسى كما في نص إنجيل يهوذا هو إنسان صالح ويضحي بنفسه لأجل عيسى، بل ويصفه عيسى في إنجيل يهوذا بصفة لايمكن أن يتصف بها يهوذا الاسخريوطي، وهي أنه سيكون الثالث عشر، حيث إنّ الحواريين كما اتفق الجميع اثنا عشر فقط، وبعد خيانة يهوذا الاسخريوطي جاءوا ببديل عنه ليكمل العدد اثنا عشر ولم يكونوا أبداً ثلاثة عشر، وهذا يجعل يهوذا المخاطب هنا غير يهوذا الاسخريوطي حتماً، هذا إضافةإلى عبارات جاءت في إنجيل يهوذا هي:
«ولكنك ستأتي لتسود عليهم»: وهذه العبارة تجعل الأمر منحصراً بالمنقذ الذي يأتي في آخر الزمان ليملأ الأرض بالعدل، فيهوذا الاسخريوطي لايأتي في آخر الزمان؛ لأنه باختصار شخص طالح ولد ومات في ذلك الزمان.
«وقال يهوذا: يا سيد، أيمكن أن يكون نسلي تحت سيطرة الحكام؟ أجاب يسوع وقال له: “تعالَ، أنه أنا […سطرين مفقودين..] لكنك ستحزن كثيراً عندما تري الملكوت وكل أجياله”.وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: “ما الخير الذي تسلمته أنا؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل».
«أيمكن أن يكون نسلي تحت سيطرة الحكام» الحكام يحكمون الجميع فهل هناك معنى وحكمة في أن يسأل شخص عن نسله إذا كانوا تحت سيطرة الحكام؟! إنّ هذا الكلام لن يكون له معنى إلا في حالة واحدة، وهي أنّ هؤلاء النسل الذين يسأل عنهم هم خلفاء الله في أرضه، وبالتالي فهو يسأل إن كانوا سيكونون تحت سيطرة الحكام الطواغيت أم سيمكنهم الناس من الحكم.
إذن، (يهوذا) ليس المتوقع أن يسود هو فقط بل نسله أيضاً خلفاء الله في أرضه، وهو يسأل عن خلفاء الله في أرضه من نسله هل يمكن رغم تنصيبهم الإلهيأن يكونوا تحت سلطة وسيطرة الحكام الطواغيت كما كان حال كثير من خلفاء الله الذين سبقوهم، كإبراهيم (ع) وموسى وعيسى نفسه، أم أنّ الناس ستمكنهم من إجراء حاكمية الله على الأرض، وفي هذا السؤال وجواب عيسى عليه عدة أمور تحتم أنّ يهوذا هنا ليس هو الاسخريوطي.
فيهوذا الاسخريوطي أصلاً ليس من خلفاء الله في أرضه، فلامعنى للسؤال لوكان السائل يهوذا الاسخريوطي.
ويهوذا الاسخريوطي ليس له نسل، بل مات بعد حادثة الصلب فلامعنى للسؤال لو كان هو.
«لكنك ستحزن كثيراً عندما تري الملكوت وكل أجياله»: كيف ليهوذا الاسخريوطي الطالح أن يرى الملكوت، نعم يمكن أن يرى الملكوت لو كان يهوذا هنا شخص إلهي جاء من الملكوت وهو عائد إلى الملكوت بعد انتهاء مهمته في الصلب بدلاً عن عيسى (ع)، فهو إذن ليس يهوذا الاسخريوطي.
«وعندما سمع ذلك قال له يهوذا: “ما الخير الذي تسلمته أنا؟ لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل»: أيُّ جيل أُبعد عنه يهوذا الاسخريوطي؟!!!!
الحقيقة أنّ هذا الكلام لايستقيم إلا في حالة واحدة، أن يكون يهوذا هنا ليس يهوذا الاسخريوطي بل هو شخص إلهي ملكوتي جاء في زمن وجيل عيسى وهو ليس زمانه وجيله بل جاء لأداء مهمة ويعود من حيث جاء،وأيضاّ جاء بسبب دعاء عيسى (ع)أن يدفع عنه الصلب لهذا صح أن يقول لعيسى (ع)«لأنك أنت الذي أبعدتني عن ذلك الجيل».
إذن، يهوذا المذكور في بعض نصوص إنجيل يهوذا كالنص المتقدم ليس يهوذا الاسخريوطي الذي خان عيسى وسلمه لعلماء اليهود كما في نهاية إنجيل يهوذا:«واقتربوا من يهوذا وقالوا له: ماذا تفعل هنا؟ أنت تلميذ يسوع، فأجابهم يهوذا كما أرادوا منه واستلم بعض المال وأسلمه لهم» إنجيل يهوذا – المشهد الثالث.
بل يهوذا هذا كما وصفه إنجيل يهوذا إنسان صالح ومن خلفاء الله في أرضه، بل ويكون بعض ذريته خلفاء الله في أرضه، وأيضاً هو لم يكن من جيل عيسى ولامن زمانه أي أنه نزل من الملكوت في وقت عيسى، وإضافة إلى كل هذا فإنّ النص يقول إنّ يهوذا هذا هو الذي سيملأ الأرض عدلاً ويسود في آخر الزمان.
الآن كل هذه الصفات التي جاءت ليهوذا الذي صلب بدلاً من عيسى تنطبق على المنقذ الذي يأتي في آخر الزمان
المصدر: كتاب الحواري الثالث عشر – السيد أحمد الحسن (ع)
◄ تعرف على معنى كلمة يهوذا والذي تؤكده التوراة
كلمة يهوذا بالعربية تعني الحمد أوأحمد،
وهذا المعنى تؤكده التوراة،
حيث جاء في التوراة – سفرالتكوين – الأصحاح التاسع والعشرون:«35 وحبلت أيضاً وولدت ابناً وقالت هذه المرة أحمد الرب. لذلك دعت اسمه يهوذا. ثم توقفت عن الولادة»،
إذن يهوذا تعني أحمد،
وهو اسم المهدي أو المنقذ أو المعزي الموعود به في آخر الزمان المذكور في التوراة والإنجيل والقرآن ووصية رسول الله محمد (ص).
المصدر: كتاب الحواري الثالث عشر – السيد أحمد الحسن (ع)
في التوراة والإنجيل المصلوب وصفت مواقفه وروي عنه كلام بعد إلقاء القبض عليه تدل على أنه شخص حكيم وراض تمام الرضا بما يجري له، وأنه غير يهوذا الاسخريوطي، حيث إنّ يهوذا الاسخريوطي شخص استحوذ عليه الشيطان فلاتصدر منه الحكمة ولايمكن أن يكون هادئاً ورابط الجأش وهو يساق ليصلب بدلاً عن عيسى (ع) الذي كفر به.
في التوراة/ سفر إشعيا، وفي أعمال الرسل/ الأصحاح الثامن هذا النص: «…مثل شاة سيق إلى الذبح، ومثل خروف صامت أمام الذي يجزره هكذا لم يفتح فاه…». وإضافة إلى أنّ النص كما هو الواقع الذي حصل يدل على أنه ذهب بكل هدوء ورباطة جأش إلى العذاب والصلب، فهناك أمر آخر يدل عليه النص وهو أنه لم يتكلم ولم يتظلم ولم يبين حقه وأنه رسول، في حين أنّ عيسى (ع) بَكَّتَ العلماء والناس، ووعظهم وبين حقه فلا يَصدِقُ عليه أنه ذهب إلى الذبح صامتاً.
وفي الإنجيل المصلوب يبشر أحد الذين صلبا معه بأنه سيذهب للفردوس؛ لأنه دافع عنه، فهل يمكن مع هذه الحكمة وهذا التبشير من المصلوب أن يكون هو يهوذا الاسخريوطي؟!
وبما يبشر يهوذا الاسخريوطي لو كان قد بدل الله شكله وسيق إلى الصلب بدلاً عن عيسى الذي كفر به، أليس لو كانت هذه حاله فهو يعلم يقيناًأنه ظالم وسيعاقب، فأي فردوس يبشر بها من يدافع عنه ؟!
«وكان واحد من المذنبين المعلقين يجدف عليه قائلاً إن كنت أنت المسيح فخلص نفسك وإيانا. 40 فأجاب الآخر وانتهره قائلاً أولا أنت تخاف الله إذ أنت تحت هذا الحكم بعينه. 41 أما نحن فبعدل لأننا ننال استحقاق ما فعلنا. وأما هذا فلم يفعل شيئاً ليس في محله. 42 ثم قال ليسوع اذكرني يا رب متى جئت في ملكوتك. 43 فقال له يسوع الحق أقول لك إنك اليوم تكون معي في الفردوس»إنجيل لوقا 23.
وفي إنجيل لوقا أيضاً:
«33 وَلَمَّا مَضَوْا بِهِ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُدْعَى جُمْجُمَةَ صَلَبُوهُ هُنَاكَ مَعَ الْمُذْنِبَيْنِ، وَاحِداً عَنْ يَمِينِهِ وَالآخَرَ عَنْ يَسَارِهِ. 34 فَقَالَ يَسُوعُ: يَاأَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ، لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» إنجيل لوقا23.
لايمكن أن يصدر ماتقدم وماروي من الحكمة والمواقف الرصينة الثابتة للمصلوب وفي أصعب الظروف من سفيه أو شيطاني كافر والعياذ بالله كيهوذا الاسخريوطي كما يحلوا لبعضهم تصوير الشبيه على أنه يهوذا الاسخريوطي هكذا بدون أي دليل فقط ليضعوا شبيهاً لعيسى صلب مكانه.
المصدر: كتاب الحواري الثالث عشر – السيد أحمد الحسن (ع)