يعتبر علماء الأحياء أن في كل خلية حية يوجد سر الحياة المادية والذي بواسطته يحصل النسخ والنمو والتكاثر وهو الكروموسومات أو مواضع حفظ المعلومات، والكروموسومات أو الحمض النووي- DNA يتكون من سلسلة من النوكليوتيدات وهي سلاسل غير متجانسة بها أربعة أنواع من النوكليوتيدات (A-T-C-G). وهذه الأنواع الأربعة تمثل أحرف اللغة الجينية حيث تكتب وتخزن بها المعلومات التي تنقل في عملية النسخ عند تضاعف الحمض النووي وبالتالي يمكن اعتبار الـ DNA أنه العنصر الذي يمثل الحياة، لأنه العنصر الذي يحمل المعلومات لنسخ نفسه وانتاج البروتينات وبالتالي يسبب التكاثر والنمو، وبعض التمايز يحصل نتيجة امتزاج الـ DNA للذكر والأنثى أو نتيجة الطفر الحاصل أثناء عملية النسخ بالتحديد أو الطفر نتيجة قصف اشعاعي، وهناك حمض نووي آخر هو الـ RNA يستخدم كوسيط لنقل المعلومات أثناء عملية نسخ الـ DNA أو أنتاج البروتينات، فالمعلومات التي في الـ DNA يتم قراءتها بواسطة الـRNA وترجمتها إلى نسخة جديدة من DNA ليحصل التكاثر أو سلاسل بروتين تؤثر بشكل الخلية وسلوكها ليحصل النمو، فالذي يجعل خلايا الكبد تختلف عن خلايا الأمعاء هو الجينات التي نفذت كخريطة لبنائها، وهذه المعلومات أو الجينات مكتوبة بصورة قانونية ولغوية دقيقة لتوصل المعنى إلى RNA فيحصل نسخ الـ DNA أو انتاج سلاسل البروتينات، فلدينا إذن مصانع وصناعة وفق خريطة قانونية لغوية وهي المعلومات أو الجينات.
وهناك أكثر من فرضية أو نظرية نشوء، فمنها: نظرية أن هناك مجموعة نيازك تحمل أحماضاً أمينية ضربت الأرض قبل مليارات السنين وتكون في ماء الأرض حساء من حوامض أمينية يسارية ومن ثم حصل أن تكوّن بروتين قادر على نسخ نفسه أو تكون RNA، ومنها نشوء مواد كيميائية في البداية تنسخ نفسها وهكذا حتى نصل للحياة أو الـ DNA.
المصدر: كتاب وهم الإلحاد – السيد أحمد الحسن