لابد في التوحيد من العدل أي وضع الشيء في موضعه فلا إفراط ولا تفريط، وكلا الحالـين (الإفراط والتفريط) باطل.
وفي أدنى مراتب هذا الإنكار لحقيقة الأنبياء والأوصياء يفقد الإنسان مراتب معرفة بالله ومراتب كمال، وأعظم مراتب إنكار حقيقتهم (ع) يؤدي بالإنسان إلى الجهل بالله سبحانه وتعالى؛ لأنه سبحانه بهم يعرف.
ويخرج الإنسان عن ولايتهم (ع)، فيخرج بذلك عن ولاية الله سبحانه وتعالى، فيكون كافراً بالله سبحانه؛ لأنه كفر بالطريق الموصل إليه وإلى معرفته سبحانه، فلا ينفعه ادعاء الإيمان بالله وهو قد أعرض عن الطريق الموصل إلى الله وتنكب السبل المؤدية إلى الشيطان،
وكمثال على هذا الأمر: لو كان هناك مزرعة ومزبلة وطريق رقم واحد يؤدي إلى المزرعة ورقم اثنين يؤدي إلى المزبلة، فوجدت شخصاً يسير على طريق رقم اثنين ومع هذا يدعي أنه ذاهب إلى المزرعة فبماذا تصفه ؟ أظن أقل ما يمكن أن تصفه به أنه كذاب ويخفي ويستر الحقيقة، أي يكفرها بل ويحاول خداع غيره.
المصدر: كتاب التوحيد – السيد أحمد الحسن (ع)
أما في أعظم مراتب تسويتهم بمن سواهم، فإنه يؤدي بالإنسان إلى الجهل بالله سبحانه وتعالى؛ لأن هذا الإنسان جهلهم ومن جهلهم جهل الله، فتسويتهم بمن سواهم شرك بكل مراتبها، كما أن إنكارهم كفر بكل مراتبه
[مع أن الكلام واضح، ولكن للبيان أكثر أقول: ليس كل مراتب الكفر والشرك تُخرج الانسان من ربقة الايمان].
المصدر: كتاب التوحيد – السيد أحمد الحسن (ع)